نفى الحزب الاشتراكي في
اليمن ما رددته مصادر حزبية في اللقاء المشترك (تكتل أحزاب المعارضة الرئيسة) عن وجود بوادر أزمة بين صفوفه يقودها الأمين العام السابق
علي سالم البيض الذي أعلن تخليه عن الحزب في مايو/ أيار الماضي وجدد محاولته الانفصالية التي فشلت في العام 1994.
وكانت تلك المصادر اعتبرت أن تأخر انعقاد
المؤتمرات المحلية لمنظمات الحزب في المحافظات الجنوبية دليل على نجاح
البيض في شق صفوف الحزب.
ونقل موقع نيوز يمن عن مصادر -رفضت
الإفصاح عن هويتها- القول إن علي البيض اتصل بقيادات منظمات الحزب في
محافظات عدن والضالع ولحج وحضر موت، وطالبها برفض عقد المؤتمرات المحلية
للحزب في المديريات والمحافظات والتمسك به أمينا عاما للحزب أو التخلي عن
الحزب والانضمام لتنظيم قيادة الثورة السلمية التي أعلن مؤخرا رئيسا لها.
وأبدت المصادر مخاوفها من وقوع الحزب
الاشتراكي في أزمة تنظيمية قد تؤدي لتشطيره بين المنظمات التابعة له في
المحافظات الجنوبية والقيادة المركزية في صنعاء، خاصة أن النظام الداخلي
للحزب يرى عدم شرعية أي منظمة لا تعقد مؤتمرها المحلي في الموعد المحدد.
إشاعات لكن السكرتير الثاني للحزب الاشتراكي بمحافظة الضالع عبد الحميد طالب عد تلك التصريحات من قبيل الإشاعات ليس إلا.
وقال طالب إن المؤتمرات المحلية تحددها
الأمانة العامة للحزب الاشتراكي، وأكد أن المعلومات التي تناولتها بعض
التسريبات الصحفية من أن الأمين العام السابق للحزب علي البيض يقود أزمة
لا أساس لها من الصحة.
|
علي سالم البيض أعلن تخليه عن الحزب الاشتراكي في مايو/أيار الماضي (الجزيرة)
|
واستبعد طالب أن يكون البيض قد صرح أو تكلم فيما أشيع وتناقلته بعض وسائل الإعلام.
أما العضو في المكتب السياسي للحزب
الاشتراكي اليمني على الصراري فقد أكد أن المؤتمرات المحلية في المديريات
والمحافظات الجنوبية ستنعقد في مواعيدها المحددة.
ونفى الصراري ما تردد من ظهور بوادر
أزمة في صفوف الاشتراكي، وأشار إلى أنه لا يوجد حزب في العالم تنعدم
الخلافات والتباينات بين صفوفه.
وقال الصراري في حديث للجزيرة نت إن
الحزب الاشتراكي اليمني اختط منذ 20 عاما نهج السماح بالبيانات
والاختلافات في الرأي بصورة علنية، وهو ما جعل الأعضاء فاعلين وليسوا
جامدين يتلقون الأوامر من القيادة العليا.
وأضاف أن هناك من يعتقد أن استبعاد الحزب
الاشتراكي من الساحة الجنوبية سيمكنهم من التحول إلى قادة يلتف الناس
حولهم، وتناسى هؤلاء أن الغالبية العظمى من أتباع الحراك هم -في الأساس-
من أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني.
رأي آخر بيد أن العضو البارز فيما يسمى بالحراك
الجنوبي ناصر الخبجي رأى أن الحزب الاشتراكي لم يناصر القضية الجنوبية كما
يجب، وهو ما دفع البيض إلى توجيه دعوته لأتباع الحزب الاشتراكي بالتخلي
عنه والانضمام إلى الثورة السلمية التي يترأسها.
وقال الخبجي في حديث للجزيرة نت إن تعاطي
الحزب مع القضية الجنوبية ليس بالشكل الذي نريده، لكنه عد مواقف الأمين
العام للحزب ياسين سعيد نعمان الأخيرة -التي تبنى فيها إطلاق أتباع الحراك
من السجون وتفكيك السلطات الرسمية للمشروع الوطني في المحافظات
الجنوبية- خطوة في الاتجاه الصحيح.