صعْبة منال ونَرْجِسِيّة مـراقبة عـــامه
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 4783 تاريخ الميلاد : 15/09/1973 العمر : 51 الموقع : {مــكة المكـــــرمة} العمل/الترفيه : {الجلوس على النت} المزاج : {فنجآن قهوة تركي} محـل الإقـامـه : {في قلب تآج رآسي} نقاط : 5650 تاريخ التسجيل : 15/02/2009
| موضوع: في أحضان ليلة من ليالي بغداد ! السبت يناير 15, 2011 2:48 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم في أمسية ليل بغدادي الموافق 12-2-1991م من ليالي شباط الربيعية الدافئة 33 دولة تشن حرب الخليج الثانية على بلاد وادي الرافدين عمري أربع سنين نسكن عاصمة الرشيـد الحبيبة بغداد كثيراً شدو رحالهم خوفاً من القصف والدمار أبناء العامرية ببغداد وأهل العراق نرتقب إشراقة شمس السلام ونرتقب الغد الأفضل الآتي ووردة العراق للتاريخ تروي *** بتصرف *** في ليلة 27 رجب – ليلة مسرى سيد العالمين_ محمد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم لم تشرق الشمس في ذلك اليوم شتاء بغداد في ذلك العام مختلف طائرات الحلفاء تشارك السماء المطر تمطرنا القنابلَ والموت والظلم والدمار ****** والدي يطالع في كتب التاريخ لماضينا العريق يؤكد لنفسه ومن حوله أن الغزاة كثيراً مروا من هنا ولم يبقى منهم إلا آثار وأحجار ومهما طال ليل الظلام لا بد من إشراقة الصباح **** أهممنا بالذهاب إلى الملجأ 25 أو ما عرف لاحقاً (ملجأ العامرية) الملجأ مجهز بألعاب الفيديو و الماء و الغذاء و الكهرباء و كل وسائل الترفيه دوي القنابل والإنفجارات القوية لا تربك مسامعنا وتهز أبداننا هناك معزولين عن العالم الخارجي لوجود عازلاً للصّوت يغلف الجدران **** والدي بهدوء يعارض ذهابنا هذه الليلة إلى هناك والمبيت في الملجأ الوقت تأخر وأنه غداً صائمين لذكرى الاسراء و المعراج فأجابته أمي بتوسل حرام يبقى الاطفال محبوسين في البيت وهناك يلتقون مع الأطفال و يلعبون وأفضل من صوت القنابل وإنفجارات الموت التي تدمي مسامعنا ليل نهار في هذا العام الحزين ***** ذهبنا أنا و أمي وشقيقتي التي تكبرني بعام وأخي الرضيع ذو الـ8 شهور وفعلاُ ذهبنا وكانت الساعة العاشرة وبعد ساعات طلبت منا أمي الخلود للنوم فأستبقنا الذهاب أنا وأختي للسرير ذو الطابقين من سرعة ركضي أدى إلى جرحي , ونزف دماً من أعلى جبيني إحتدَّ غضب أمي , كعقاب لنا قررت عودتنا للمنزل كان الوقت متأخراَ والجو دافيء وشارعنا بمنتهى الهدوء ما عدا صوت أمي التي كانت توبخنا هذه آخر مرة ستأخذنا إلى الملجأ نعم هذه آخر مرة ولن نعود إليه وكان هذا آخر عهدنا بالهدوء والراحة والإطمئنان إلى ملجأ وإيُّ ملجأ ولا ملجى ولا منجا من الله إلا إليه وحده سبحانه وتعالى **** كان الليـل حزين القمر يبكي على واقع مرير والنجوم ترخي سدولها على مستقبل أشد مرارة عُدنا للمنزل و نمْنا أفآقنا دوي إنفجار منقطع النظير و صوت والدتي مليء بالرعب (برداً وسلاماً... برداً وسلاماً) أحتَضَننا أبي بقوة دفنتُ وجهي تحت طيات معطفه كان قلبي يدق بشدة تتناسب مع قوة إنفجار ما سمعنا بمثله من قبل أمي ركضت نحو أخي و ركَضت نحونا جميعاً ترجف خوفاَ و تردد الانفجار بالعامرية الانفجار بشارعنا الانفجار قريب كانت لحظات لا توصف ما هي الا دقائق و دوى إنفجار آخر أقوى قام أبي من فوره خرج مسرعاَ ليشاهد ما حصل و كان شديد الوثوق بأن الإنفجار قريب جداً قمنا بأحتضان أمي دقائق و عاد أبي باكياً ..شديد التأثر إحتضننا مرة أخرى و قال (ضربو ملجأ العامرية) (الملجأ يحترق) ***** ملجأ مجهز للتحصن من الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية وضد الإشعاع الذري والنووي ***** هرع الناس إلى الملجأ لم يصدق أحد ما يراه الناس بحالة صدمة إنهيار تام دخان متصاعد و رائحة الحريق وشواء اللحم البشري تعم المكان الهلع يدب في كل مكان و فرق الدفاع المدني تحاول الوصول إلى الداخل هذا الأمر المستحيل أناس تترقب معجزة أيادي ارتفعت بالدعاء أعين بكت دماً و دمعاَ لمصير أحبة بات مجهولاَ كانت الساعة الرابعة فجراَ لم تنم أعين البغداديين بذاك اليوم ولم تنم أعين الشرفاء في هذا العالم إستيقظ الخييرين في عالمنا على أبشع جريمة جريمة بحق البشر والإنسانية ملجأ العامرية مكان هربنا اليه من هول الواقع أسمه ملجأ يحوي المدنيين الآمنيين كيف يكون هدفاًل ضربات عسكرية؟؟ ****** ضرب الملجأ ضرب الملجأ رقم خمسة وعشرين في حي العامرية غرب مدينة بغداد وكان الإنفجار وكان الحريق غُللّقت الأبواب بسبب الإنفجار فلا يدخل منجد , ولا يخرج طالب نجاة ومن فوهة التهوية سكبت الطائرات الأمريكية قنابل البترول الحارقة قنابل النابالم المحرمة ومع الصباح إستيقظ الكثيرون في عالمنا بهدوء جدران العامرية التي صمُمّت لتعزل دوي الموت وصوت الدمار عن سمع الأطفال وبصرهم عزلت هذه المرة صوت استغاثاتهم عن سمع العالم واستيقظ الكثيرون في هذا العالم بهدوء واستمرت الحرب على العراق. وصلت درجة الحرارة إلى آلاف من الدرجات وانصهرت الأجساد جثث في الطابق السفلي تفحمت واختلطت بإسمنت منصهر مع الحديد فتحول هذا الطابق إلى مدفن جماعي ولم يتمكن أهالي العامرية من التعرف على أحد أكوام من لحم محترق , وهياكل محطمة
****
**الملجأ** **التبريرالامريكي** الاعتراف بالجريمة البشعة حاولوا تصويرها بـ"الخطأ" وليس بالقصف المتعمد لمكان مدني خطأ أمريكي أودى بحياة 408 من الشهداء الآمنيين **الضحايا** نساء وشيوخ وأطفال أدى إنفجار العامرية إلى استشهاد (407)مواطناً عراقياً منهم 138 رجلا 269 امرأة من بينهم 54 طفلا رضيعا 26مواطنا عربيا ستبقى هذه الجريمة وصمة عار في جبين الدولة الظالمة تدعي الديمقراطية و الحرية و الانسانية **** أما أنا فقدت 42 زميلاَ من مدرستي مدرسة الجنائن الابتدائية ضحايا ملجأ العامرية و 2 من معلماتي *** ترك والدي المنزل وأنتقلنا الى حي بغدادي أخر كما فعل معظم سكان شارعنا فما عاد الناس يقووا على المرور بالملجأ *** و راح البعض يقول أنه يسمع أصوات نجدة و بكاء صُراخ إستغاثة وإستغاثات طوال الليل تأتي من أعماق أعماق المكان تنادي أحرار العالم لتضميض جراحك بغداد ***** و مهما قيل وقال بحق الجناة ستبقى الكلمات لا تصف بشاعة الجريمة و لا تضمد الجراح النازفة إلى الآن و لا تكفكف دمعة انسكبت حزناً على أناس رحلوا ضحايا لغاية في نفسك أمريكا ****** والذي قصف العامرية أمام سمع العالم وبصره هو الذي فجر الكنيسة والمسجد في الإسكندرية وكل جريمة في هذا العالم عسكرية أم سياسية كبيرة أم صغيرة تحمل نفس بصمات الجناة **** وستشرق شمس الحق في هذا العالم بعدما طال ليل الظالمين **** اللهم تقبلنا وتقبلهم شهداء اللهم أسكن شهداء العراق وفلسطين و الاسلام فسيح جناتك و تقبلهم بواسع مغفرتك اللهم إحشرنا وإياهم مع الشهداء و الصديقيين و حسن أولئك رفيقاً ****** عن وردة العراق بتصرف ممارآق لي | |
|
عمر الشايف المراقب العــــام
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 1417 تاريخ الميلاد : 28/07/1988 العمر : 36 العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق محـل الإقـامـه : السبرة اب نقاط : 1553 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: في أحضان ليلة من ليالي بغداد ! الثلاثاء يناير 25, 2011 11:02 pm | |
| لاحول ولاقوة الا بالله الله يرحمهم جميعا 407 انسان قصة محزنة ومؤلمة تعبر عن مدى شراسة العدو وكيده وحقده الدفين دون مراعاة للانسانية التي ازعجونا بها حي العامرية اصبح كابوسا مخيفا بسبب هذه الجريمة اللئيمة الغادرة حين يستهدف الضعفاء والفارين من نار الحرب للاحتماء بالملجأ لايزال هذا المسلسل مستمر في ديار المسلمين في بغداد في غزة في كل أصقاع الارض وحيث وجد الاسلام حرب بلا هواده تاكل الاخضر واليابس صنع اضطرابات في كل دول العالم الاسلامي والعربي لتمزيقهم والتنكيل بهم ونهب ثرواتهم وتفتيت شملهم الكفر ملة واحدة اجمعت على حرب الاسلام
اللهم عليك باليهود والنصارى ومن تعاون معهم اللهم عليك بهم فانهم لايعجزونك اللهم وحد صف المسلمين واجمع شملهم وردهم اليك ردا جميلا وانصرهم على عدوك وعدوهم ياأرحم الراحمين (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )
شكراً أختي صعبة منال على هذه القصة المحزنة المؤثرة بارك الله فيكي | |
|