|
البعثيون يرون أن اللهجة التصالحية لدى نوري المالكي تراجعت (الفرنسية-أرشيف)
| قال أحد قادة حزب البعث العراقي رائد ماجد الحمداني المقيم في الأردن إن الحكومة العراقية ليست معنية بتحقيق المصالحة مع أعضاء حزبه، رغم الدعوات الأميركية لذلك.وكان مسؤولون أميركيون وبريطانيون توجهوا يوم 18 أبريل/نيسان الماضي ضمن وحدة تدعى "خلية قوة المشاركة الإستراتيجية" إلى العاصمة الأردنية في محاولة لإقناع الحمداني -الذي كان يتولى شؤون الدفاع في بغداد عام 2003- للعودة واستئناف الجهود الرامية لتحقيق السلام في العراق. غير أن الحمداني رفض هذا الطلب لاقتناعه بأن الحكومة العراقية غير معنية بالمصالحة الحقيقية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الدعوة الأميركية للمصالحة -كما وصفها الحمداني- تشير إلى ما يمكن أن يكون أحد أكبر العوائق أمام استتباب الأمن في العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن تعهدات رئيس الوزراء نوري المالكي بالمصالحة مع أشد المعارضين لحكومته أفضت حسب البعض إلى بروز طائفية متشددة تهدد بتفاقم التوترات السياسية والسخط إزاء التفجيرات الأخيرة التي شهدتها البلاد. وفي مطلع هذا العام كان المالكي قد مرر -بضغط أميركي- في البرلمان قانونا يخفف القيود عن أعضاء حزب البعث وعودتهم لممارسة أعمالهم، غير أن القانون لم يفعّل حتى الآن. ولفتت نيويورك تايمز إلى أن تراجع المالكي عن المصالحة يهدد بالاستقطاب في العراق مجددا ويقوض المكاسب الأمنية التي تم تحقيقها. وقال الحمداني في رد مكتوب بشأن المحادثات مع الحكومة، إن المالكي لا يختلف عن القادة السياسيين ورجال الدين الذين تحركهم مشاعر الكراهية والحقد نحو كل ما يتصل بالماضي.
لماذا تراجع المالكي؟
" المالكي يتراجع عن موقفه التصالحي مع البعث لدواع انتخابية " نيويورك تايمز | وعزت الصحيفة تراجع المالكي عن النبرة التصالحية إلى بعض العوامل منها أن حزبه ما زال في حاجة إلى شركائه الشيعة لحكم البلاد في الانتخابات المقبلة، لذلك ارتأى عدم استعدائهم بعد أن أبدوا استياءهم من مقاربته مع السنة.ونسبت نيويورك تايمز إلى السياسي الشيعي أحمد الجلبي -الذي قاد حملة دامت ست سنوات لتطهير العراق من حزب البعث- قوله "رغم جهوده البراغماتية في التودد للسنة، فإن المالكي يكن مشاعر الكراهية لكل ما يتصل بحزب البعث. كما أن المالكي-يتابع الجلبي- يتوجس خيفة من إعادة بعض الحرس القديم من السنة كجزء من الخطة الأميركية لعودة البلاد إلى الحظيرة العربية وتشديد المعارضة ضد إيران. ومن وجهة النظر الأميركية فإن المصالحة مع البعثيين من شأنها أن تعزل "المتطرفين" البعثيين مثل الموالين للقيادي عزت إبراهيم الدوري الذي يقود الحزب حاليا. وأكد الجلبي أن المستشار الأميركي لمجلس الأمن القومي دوغلاس ليوت تلقى وعودا قبل شهرين من أحد مساعدي المالكي بالتفكير الجدي في مسألة البعثيين. غير أن محمد سلمان السعدي مستشار المالكي نفي علمه بتلك الوعود، وإن أقر بوجود خلافات جوهرية بين الحكومة العراقية وواشنطن بشأن مدى توسيع المصالحة. وفي مقابلة مع الصحيفة شمال بغداد، قال أحد أعضاء حزب البعث "إذا كانت الحكومة جادة في المصالحة فيتعين عليها تعديل الدستور" الذي يحظر التفاوض مع حزب البعث، "ومنحه فرصة استئناف دوره في الحياة العامة كما حصل مع الحزب الشيوعي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي".
|