يا أيها القمر المسافرالإهداء إلى الأسطورة الخالدة.. إلى روح الشهيد علي قاسم السورقيشعر: ابو بشير
يا أيها الصقر المحلق عفو هذا الكبرياء
يا أيها الأبد الذي لا ينتهي حُبًّا بشرياني
ولا نورًا بآفاق السماء
أين انتهيت وأين شئت تحط في هذا الفضاء
ماذا عليك
وأنت أول مَن يُعريهم
ويثبت أنهم كانوا نساء
ماذا عليك
وليس بعدك مَن يهزُّ الرمح
أو مَن يقرأ الموت الزؤام على رؤوسِ الأدعياء
يا أول الأطهارِ في زمنِ الرذيلة والبغاء
يا آخر الشرفاء
ما من شريف بعد موتك
كلنا قصب تعالينا ولكنا خواء
يا راحلاً للخلد لا أرثيك أنت
لنا الرثاء
يا أيها البطل العظيم
أكان حقًّا أن يظل الموت صاحبك الوحيد
أنا لستُ أدري كيف أبتدئ الرثاء
وكيف أبتدئ النشيد
عقمت عباراتي
وأي قصيدة تُوفي بمعشار الذي
من حقِّ شريان الشهيد
يا أيها المزروع في برك الدماء
تبارك الهدف الذي تحيا له
وتبارك الدرب السديد
يا أيها القمر المسافر
مَن يُضيء دروبنا في ظلمةِ الليل الشديد
مَن يحمل الرايات بعدك عاليًا
مَن يصنع المتفجرات
ومَن سيلُقي الرعب في قلبِ اليهود
***
قتلوك..
لكن الذين تجرأوا أن يقتلوك
هم الذين تجابنوا أن يُنصفوك
فلربما ذرفوا الدماء عليك إكبارًا
ولكن أقسموا أن يطعنوك
يا أيها الأسطورة الكبرى فديتك مَن تكون
ومَن يُعلمك الفداء
من الملائكة الذين تعهدوك
من أي روحٍ أنت من أي العصور أتيت
كيف عشقت ألا يسلم الباغي
وألا يتركوك
***
يا صامتًا والرعد يشفق منه
حين يهز "إسرائيل"
يفعل فيهم ما ليس تفعله الجحافل
يا أيها الأسد الهصور
تكلمت منا السخافة واللجاجة
وتكلمت منك القنابل
كل الذين تصدرونا في حروبِ السلم
ما قتلوا دجاجة
وتفرقوا
كلٌّ يسوق إلى المسالخِ في مهانتهم نعاجه
رضعوا حليب الجبن من زمنٍ
وما فيهم مقاتل
تاريخنا من بعد أن حكموا مهازل
يا شاكمًا بالموتِ جل الموت
أسياد التراجع والتخاذل
رقصوا على أشلاءِ جسمك
وانثنوا طربًا على نوحِ الثواكل
وولاتهم قد فرَّقوا دمك الزكي على القبائل
فهم جميعًا شاركوا في طعنةٍ أردتك
يا نجمًا تلألأ في الظلام
ويا مشاعل
ويا مشاعل
فإذا قضيت فما دروا
أن قد زرعْتَ وراءك الآلافَ من هذي السنابل
***
خمسون عامًا
حربنا كذب وقتلانا ضحايانا
وقتلاهم دعاية
خمسون عامًا
والمسرحية تبتدي بدمائنا
وتظل تنهش من كرامتنا
وليس لها نهاية
خمسون عامًا لم تزل
والمخرجون هم هم
وما تغيَّر أي سطرٍ من سخافاتِ الحكاية
خمسون عامًا
والممثل يتقن الدور الذي كتبته أمريكا
على خوف
ويطلب في نهاية دوره منها حماية
عملاء نحمل في قفانا خبزنا
ونظل أعداء لنا
ونموت من أجل اليهود
وقد نبيع دماءنا
فأقرأ علينا موتنا
فأقرأ علينا موتنا
***
عيَّاش يا حيًّا
ويا (سورقي) خذ التاريخ
واكتب فيه آياتِ الفداء
وانثر علينا روحه
قد باركتك يد السماء
يا صاعدًا للمجد
ما علمتنا إلا البطولة والإباء
سنظل نذكر ما حيينا
كم قتلت من اليهود
وكم شفيت صدورنا
وملأتنا فخرًا وعزًّا وانتشاء
سنظل نذكر أيها الأسطورة العظمى
أياديك الوضاء
سنظل نهتف كلنا (ابومالك)
على نفسِ الطريق نسير
يحدونا جهادك والمضاء
يا خالدًا حيًّا بأعماقِ الجميع
لكَ المحبة كلها ولكَ الولاء