عبده عايش-صنعاءاستقبل عشرات آلاف اليمنيين الداعية
محمد المؤيد ومرافقه محمد زايد اللذين وصلا صباح الثلاثاء إلى العاصمة
صنعاء، بعد قرار السلطات الأميركية الإفراج عنهما، تنفيذا لحكم قضائي كان
برأهما من تهم تتعلق بدعم
تنظيم القاعدة وأدانهما بدعم حركة المقاومة الإسلامية (
حماس).
وازدحم شارع المطار بالمئات من
السيارات وحشود محبي "أبو المساكين" كما يطلقون عليه، وبقيت الحافلة التي
تقله لساعات تزحف بين جموع المحتشدين الملوحين له بأياديهم، والمرحبين
بعودته، والسلام عليه والدعاء له.
وكان لافتا ترافق هذا الاستقبال
الحار للمؤيد باحتفاء رسمي، فقد كان في مقدمة مستقبليه بمطار صنعاء الدولي
وزير الخارجية أبو بكر القربي، وأيضا وزراء الأوقاف والإرشاد، والشباب
والرياضة، وحقوق الإنسان.
وأكد القربي في تصريحات بالمطار أن عودة المؤيد
لليمنيعد تحقيقا للعدالة رغم أنهما لم يرتكبا أي جرم، ودليلا عن صوابية الموقف
اليمني الذي كان يؤكد على أن اعتقال المؤيد وسجنه كان غير قانوني ويتنافى
مع مبدأ العدالة وحقوق الإنسان.
والأبرز كان استقبال الرئيس
علي عبد الله صالحالمؤيد ومرافقه فور وصولهما بدار الرئاسة، ورحب بعودتهما و"هنأهما على
عودتهما سالمين لأرض الوطن، وبالإفراج عنهما بعد الاحتجاز اللاقانوني
والمنافي لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان".
وكان المؤيد اعتقل في مطار فرانكفورت
بألمانيا في العاشر من يناير/كانون الثاني 2003، وسلم للسلطات الأميركية
في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام، حيث جرت محاكمته في بروكلين بمدينة
نيويورك حيث وقعت حوادث 11 سبتمبر 2001، وصدر ضده حكم قضى بسجنه 75 عاما،
وتغريمه 1.25 مليون دولار، بتهم دعم القاعدة وحماس.
|
طوابير من السيارات رافقت موكب الشيخ المؤيد من المطار (الجزيرة نت) |
انتصار للعدالة وفي
حديث للجزيرة نت اعتبر المحامي خالد الآنسي المدير العام لمنظمة هود
للدفاع عن الحقوق والحريات والتي تولت تنسيق الدفاع عنه ومرافقه، أن عودة
المؤيد لليمن هي انتصار للمؤمنين بالله وبعدالة قضيته، فهو اختطف واعتقل
وسجن ظلما، وبتهم ملفقة لا سند لها.
وفيما يتعلق بالتسوية القضائية التي
سرعت الإفراج عنه، والتي كان بينها إقراره النية بدعم حركة حماس، قال
"كانت وجهة نظري عدم الدخول أو الموافقة على تسوية قانونية، وكان ثمة
إشكالية لدى الإدارة الأميركية حيث إنها تريد إغلاق ملف القضية على نحو
يحفظ ماء الوجه لواشنطن".
لكن في المقابل -بحسب الآنسي- يوجد
معتقلون متعبون ومثقلون بالأمراض، يفيضان حنانا وحبا للقاء أولادهما
وأسرتيهما، ويبدو أن السلطات الأميركية لعبت على عامل الزمن والضغط النفسي
في إخضاع الشيخ المؤيد ومرافقه لعقد صفقة تؤدي للإفراج عنهما وتمنع أي
توجه لرفع دعاوى قضائية ضدها.
وأشار إلى أن المحامين الأميركيين
أبلغوهم أن هذه التسوية "مناسبة" لإنهاء مأساة اعتقال المؤيد ومرافقه
والإفراج عنهما، ولكنه وصفها بأنها غير "عادلة" وقال "إن المؤيد لم يحصل
على العدالة، ولكنه حصل على الحرية وإنهاء معاناته بالسجن، وكانت العدالة
أن يفرج عنه بدون أي شرط أو تنازلات، وحصوله على تعويض جراء اعتقاله وسجن
لسنوات ظلما".
وأكد الآنسي أن "دعم حماس مسألة
مشروعة في اليمن على المستوى الرسمي والشعبي والقانوني والدستوري، وكافة
فئات الشعب وفي مقدمتهم الرئيس علي عبد الله صالح، يؤيدون حماس ويقدمون
الدعم لها، وإدانة الشيخ المؤيد بدعم حماس يعتبر وسام شرف وشهادة له بدعم
قضية عادلة لشعب يناضل ويقاوم من أجل الحرية ونيل الاستقلال من أبشع
احتلال عرفته أمم العالم".
|
الاستقبال الشعبي للشيخ المؤيد ترافق مع احتفاء رسمي بعودته (الجزيرة نت) |
جهود شعبية
من
جانبه رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عبد الله الفقيه أن عودة
الشيخ المؤيد كان نتاج الجهود الشعبية التي كانت تمارس الضغوط على الحكومة
اليمنية للسعي إلى الإفراج عنه ومرافقه، وذلك عبر المظاهرات والمهرجانات
التضامنية مع الشيخ المؤيد.
واعتبر في حديث للجزيرة نت أن سياسة
الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة باراك أوباما صححت خطأ إدارة الرئيس
جورج بوش التي تورطت في عملية استدراج واعتقال ومحاكمة المؤيد في قضية
ملفقة من أولها لآخرها.
وقال الفقيه "إن الإفراج عن المؤيد
سيساهم في تطور العلاقات اليمنية الأميركية، ثم الأميركية والعربية
والإسلامية ثانيا، والعودة إلى الحق شيء مطلوب دائما، وإدارة أوباما تشكر
على هذه الخطوة".
ولكنه أضاف ثمة خطوة ثانية مهمة
ستساعد في تحسين صورة أوباما وأميركا وهي إغلاق معتقل غوانتانامو سيء
الصيت، وإطلاق سراح المعتقلين اليمنيين الذين يبلغ عددهم حوالي 96 معتقلا
وهم الأكبر عددا بين المعتقلين الذين لم تثبت عليهم تهمة حتى اليوم برغم
مضي سنوات على اعتقالهم.
وقال إنه يفترض بالحكومة اليمنية
وعبر القنوات الدبلوماسية والضغوط السياسية إقناع الإدارة الأميركية
بضرورة الإفراج عن معتقلي غوانتانامو بشكل سريع وإنهاء معاناتهم، وإرجاعهم
إلى اليمن، مع تقديم الضمانات الكافية بأن المعتقلين العائدين من
غوانتانامو لن يتحولوا إلى خطر يهدد المصالح الأميركية.