مع تحوّل الاحتجاجات الشعبية في بعض مناطق جنوبي
اليمنمن الطابع السلمي إلى أعمال مسلحة ينفذها عناصر ممن يطلقون على أنفسهم
"الحراك الجنوبي"، شكلت في هذه المناطق لجان شعبية للدفاع عن الوحدة، لكن
ثمة جدل مثار بشأن تلك اللجان.
ويرى المقربون من السلطة أن تشكيل
هذه الهيئات الشعبية أو من أطلق عليهم "حراس الوحدة وحماتها" ضرورة لحماية
الوحدة، في حين يؤكد المعارضون أنها للدفاع عن السلطة.
ويشير الطرف الأول إلى أن هذه اللجان
ضرورة لإيجاد اصطفاف وطني للدفاع عن الوحدة وردع "العناصر التخريبية التي
تحاول نشر ثقافة الكراهية والانفصال بين أبناء الوطن الواحد".
وأكد وكيل محافظة الضالع لحسون صالح مصلح
أنهم "مستعدون للقتال من أجل الوحدة ضد كل من يحاول المساس بالوحدة، أو
يحاول زرع الفتن بين أبناء الشعب".
وأشار إلى أن هيئات الدفاع عن الوحدة
"شكلت من الشرفاء من أبناء اليمن الواحد، وأنها تصطف إلى جانب المؤسسة
العسكرية والأمنية التي تقوم بدورها ضد الخارجين عن القانون، ممن يريد
التخريب وإشاعة الفوضى باسم الديمقراطية".
توعيةوشدد مصلح على أن الهيئات الشعبية ليست
موجهة ضد أحد، وأن الغرض من إنشائها هو التوعية بالحفاظ على الوحدة،
وحماية الممتلكات ومنع "المخربين من الإضرار بأملاك الدولة، وأملاك
المواطنين الذين تتعرض محلاتهم للتخريب والإحراق".
واتهم المسؤول اليمني قادة وعناصرالحراك
الجنوبي "بتلقي الأموال من دول وأشخاص تاريخهم أسود ويحقدون على الوحدة
اليمنية"، مضيفا "نحن في لجان الدفاع عن الوحدة نقوم بتوعية الناس، ونحضر
في الفعاليات الشعبية لحماية الممتلكات العامة والخاصة، ومواجهة الخارجين
عن القانون".
كما استبعد وجود خطر على الوحدة مؤكدا
أنها "محمية بإرادة الله والشعب، وبحكمة القائد الرئيس علي عبد الله صالح،
والوحدة راسخة رسوخ جبال شمسان وعيبان".
لكنه دعا كل مواطن يمني لأن يستشعر أن
حماية الوحدة اليمنية هي مسؤوليته، لافتا إلى أن اليمن يعاني من الفقر
والبطالة، كما يواجه مخاطر من "الإرهاب" المتمثل في
تنظيم القاعدة، إلى جانب من يسمون بالحراك الجنوبي دعاة الفتنة والانفصال، حسب قوله.
تشكيك |
الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك نايف القانص (الجزيرة نت)
|
من جانبه رأى الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة نايف القانص أن هيئات الدفاع عن الوحدة هي للدفاع عن السلطة.
وقال "نحن بحاجة إلى لجان شعبية للدفاع
عن الوحدة من السلطة، لأنها هي التي أججت المشاكل في البلد، وممارساتها
الظالمة هي التي دفعت بمن يطالب حاليا بالانفصال ليتخذ هذا الموقف وأن
يرفع علم الدولة الشطرية".
واعتبر أن سقف المطالب المرتفع الداعي
إلى الانفصال الذي يعلنه الحراك بالجنوب "هو من باب الضغط على السلطة
والنظام الحاكم ليتخلى عن سياساته الخاطئة تجاه أبناء الشعب وخاصة
بالجنوب".
وقال "حذرنا السلطة من تداعيات الأزمة
بالمحافظات الجنوبية، وطالبنا بحلول حقيقية تكفل للناس الحياة الكريمة
وترفع عنهم الظلم، بعيدا عن الحلول الترقيعية التي لا تلبي أبسط المطالب
في الشراكة الوطنية في السلطة والثروة".
وأضاف أن "الممسكين بالسلطة يعيشون
بعقليات شمولية، وأن تسعة عشر سنة من الوحدة والديمقراطية لم تغير فيهم
شيئا، فلا هم آمنوا بالديمقراطية، ولا هم انتهجوها نظاما للحكم، بالرغم من
اقتران قيام الوحدة اليمنية بالديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة"