وصف قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في
اليمن دعوة
علي سالم البيض النائب السابق للرئيس اليمني إلى انفصال جنوب البلاد عن شمالها "بالحماقة".
وقال الأمين العام المساعد للحزب أحمد بن دغر
في حديث نشر اليوم الأحد إن التصريحات التي أدلى بها البيض "ضد الوحدة
والشعب اليمني، حماقة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها بحق
الشعب".
وأضاف أن الوحدة اليمنية "ليست قرارا سياسيا"،
و"لم تكن قضية البيض أو أي أحد آخر، بل هي قضية شعب اليمن كله، وكانت في
صدارة أولويات الحركة الوطنية".
إجماع وطنيووصف
بن دغر المعتقلين في الأحداث التي شهدتها محافظة عدن في الأيام الأخيرة
بأنهم "معتدون على الممتلكات العامة والخاصة"، وقال إنهم "أشخاص لا يمثلون
أحدا إلا أنفسهم ولن يجروا اليمن إلى صراع من أجل أهوائهم ونزواتهم
الشخصية".
وأوضح أن هناك إجماعا وطنيا مهما على تطوير
البنية السياسية للنظام القائم باتجاه مزيد من اللامركزية، و"بالذات نحو
حكم محلي واسع الصلاحيات يمنح المحافظات صلاحيات أوسع لإدارة شؤونها
المحلية".
الحراك الجنوبيوكان
تجمع ما يعرف بالحراك الجنوبي في اليمن -وهو تجمع شخصيات وأحزاب وقوى
جنوبية- قد تبنى دعوة علي سالم البيض إلى انفصال الجنوب اليمني. ونقلت
تقارير إعلامية عن القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الخبجي تأكيده أن دعوة
البيض ليست رأيه فقط وإنما "رأي أبناء الجنوب ومطلب الحراك".
واعتبر الخبجي أن البيض هو "الرئيس الشرعي منذ
العام 1994 عندما أعلن فك الارتباط بين الجنوب والشمال"، مهددا باللجوء
إلى العصيان المدني في عموم المحافظات الجنوبية إذا لم تحل القضايا
العالقة ويطلق المعتقلون في المواجهات التي وقعت في عدن عشية الاحتفال
بذكرى الوحدة.
واتهم القيادي الجنوبي السلطة بأنها "ما تزال
تمارس أساليب قاسية ضد المواطنين, وتقتل وتعتقل المحتجين ضد سياستها"،
داعيا إياها إلى إطلاق سراح المعتقلين ومعالجة الجرحى.
غير أن الحزب الاشتراكي المعارض الذي كان يحكم
جنوب اليمن قبل الوحدة وكان البيض أمينه العام، جدد موقفه بضرورة حل
المشاكل والأزمات في إطار اليمن الواحد.
|
علي سالم البيض هاجم الرئيس اليمني ودعا إلى انفصال الجنوب (الجزيرة-أرشيف)
|
دعوة البيضوجاءت
تصريحات الخبجي بعد يومين من خروج الزعيم الجنوبي السابق علي سالم البيض
إلى العلن لأول مرة منذ 15 عاما, حيث هاجم الرئيس اليمني علي عبد الله
صالح ودعا صراحة إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وفي مؤتمر صحفي بمدينة ليستبو النمساوية اتهم
البيض الرئيس صالح وحكومته "بالغدر بشعب اليمن الجنوبي وسلبه أراضيه
وثرواته وإقصاء أبناء شعب الجنوب من جميع جوانب القرار السياسي في اليمن
الموحد".
يذكر أن البيض الذي شغل سابقا منصب رئيس
جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الشطر الجنوبي من البلاد، جرى
تعيينه نائبا للرئيس عقب وحدة الشطرين الشمالي والجنوبي يوم 22 مايو/أيار
1990، لكنه عاد وقاد محاولة انفصالية فاشلة في مايو/أيار 1994 تسببت بمقتل
آلاف الأشخاص.
في المقابل أكد الرئيس اليمني
علي عبد الله صالحفي خطاب بمناسبة الذكرى الـ19 لقيام الوحدة بين شطري اليمن أن "الشعب
بالمرصاد لكل من يحاول النيل من وحدته ونظامه" الجمهوري. ودعا كل الأحزاب
إلى الحوار الوطني المسؤول بعيدا عما عدها سياسة العنف والتخريب.