تسارعت التطورات في اليمن بالذكرى التاسعة عشرة لوحدته حيث ترافقت الاحتفالات بصنعاء مع مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرين في عدن، في حين دعا الزعيم الجنوبي السابق علي سالم البيض إلى الانفصال واتهم الرئيس
علي عبد الله صالح بالغدر.
وعقد رئيس المجلس الأعلى لسلطة الشعب بجمهورية
اليمن الجنوبية السابق علي سالم البيض مؤتمرا صحفيا بمدينة ليستبو جنوبي النمسا اتهم فيه صالح وحكومته "بالغدر بشعب اليمن الجنوبي وسلبه أراضيه وثرواته وإقصاء أبناء شعب الجنوب من جميع جوانب القرار السياسي في اليمن الموحد".
واتهم البيض بأول ظهور له منذ 15 عاما من وصفهم بقوى الحرب بالهيمنة على مختلف مقدرات أبناء اليمن الجنوبي إلى جانب وضع الجنوب بأسره في قبضة أمنية محكمة، وملاحقة من سمّاهم كل القوى الثورية وقمعهم بمختلف الاتجاهات.
وقال مراسل الجزيرة أكثم سليمان إن أهم ما ورد بالمؤتمر هو إعلان البيض عن "استعادة دولة الجنوب" أي المطالبة مرة أخرى بانفصال الجنوب وإعلان تشرفه "بتحمل مسؤولياته بهذا الصدد" أي أنه سيقوم بنفسه بترؤس هذه العملية.
|
الرئيس صالح تعهد بالتصدي لكل من يحاول النيل من النظام الدستوري (الفرنسية)
|
وفي رد على سؤال لمراسل الجزيرة حول إستراتيجيته للمرحلة المقبلة، شدد البيض على سلمية التحرك داخليا، أما على الصعيد الخارجي فقال إنه يناشد القادة العرب التدخل لدى ما وصفه باليمن الشمالي لسحب القوات من الجنوب. ودعا للاقتداء بتصرف الزعيم المصري عبد الناصر عندما أعلنت سوريا انفصالها عن مصر.
وقد أفاد مراسل الجزيرة في مسقط بأن سلطنة عُمان قد أسقطت الجنسية عن البيض نتيجة ممارسته عملا سياسيا.
خطاب صالحبموازاة ذلك قال الرئيس البلاد في خطاب متلفز إن الشعب سيتصدى لكل من يحاول النيل من وحدته ونظامه الجمهوري.
ودعا صالح بمناسبة الذكرى الـ19 للوحدة كافة الأحزاب إلى الحوار الوطني المسؤول بعيدا عن ما سماها سياسة العنف والتخريب.
وتطرق في كلمته إلى أحداث مدينة عدن جنوبي البلاد دون أن يسميها، واصفا ما حدث بأنه "أحداث مؤسفة وأعمال شغب وتخريب" ونعت منفذيها بأنهم "العناصر الخارجة عن الدستور والقانون".
واتهم صالح تلك العناصر "بنشر ثقافة الفتنة والبغضاء والنعرات المناطقية والشطرية في محاولة بائسة إلى إعادة عجلة التاريخ في الوطن إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963 و22 مايو 1990".
وكان ثلاثة أشخاص قد لقوا مصرعهم وأصيب عشرون أخرون على الأقل خلال محاولة من رجال الأمن لتفريق مسيرة احتجاجية شارك فيها الآلاف.
وتفرض السلطات إجراءات أمن مشددة بالمدينة بعد حظرها تنظيم أي مسيرات أو مهرجانات احتجاجية.
|
الجيش أقام عرضا ضخما في صنعاء بذكرى الوحدة (الفرنسيه)
|
وذكرت مصادر ما يعرف بالحراك الجنوبي أن عشرات الأشخاص اعتقلوا خلال محاولتهم دخول المدينة للمشاركة بمهرجان كانت مقررة إقامته فيها للاحتفال بذكرى توحيد اليمن.
واتهم الامين العام لمحافظة عدن عبد الكريم شائف في مقابلة مع الجزيرة المحتجين بإثارة الشغب وإطلاق الرصاص.
وقال القيادي بالحزب الاشتراكي قاسم داود علي إن المواطنين أرادوا استخدام حقهم الذي كفله الدستور في التعبير السلمي عن قضيتهم ومطالبهم العادلة، مشيرا إلى أن قوات الأمن تصدت لهم واستخدمت ضدهم الرصاص الحي والقنابل اليدوية مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وجرح عشرين آخرين.
ملاحقة النشطاءوأفاد مراسل الجزيرة في عدن مراد هاشم أن قوات الأمن ما تزال تلاحق بعض النشطاء، وأن اجتماعات أمنية تبحث حاليا لإطلاق سراح من اعتقلوا.
وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت احتفالا بالذكرى الـ19 للوحدة بعرض عسكري هو الأول من نوعه منذ سنوات، استعرضت فيه القدرات العسكرية بآلياتها ووحدات من قواتها.