احتفل
اليمن بالذكرى الـ19 للوحدة بعرض عسكري هو الأول من نوعه منذ سنوات. يأتي ذلك في وقت اختتم فيه نحو ألف ومائتي شخص ملتقى للتشاور الوطني دعت إليه أحزاب اللقاء المشترك المعارض لبحث حلول لأزمات البلاد.
وفي خطاب متلفز بمناسبة الذكرى، قال الرئيس
علي عبد الله صالح إن الشعب سيتصدى لكل من يحاول النيل من وحدته ونظامه الجمهوري. ودعا كافة الأحزاب للحوار الوطني المسؤول بعيدا عما اعتبرها سياسة العنف والتخريب.
وتطرق صالح في كلمته إلى أحداث مدينة عدن جنوبي البلاد دون أن يسميها، واصفا ما حدث بأنه "أحداث مؤسفة وأعمال شغب وتخريب" ونعت منفذيها بأنهم "العناصر الخارجة عن الدستور والقانون".
كما اتهم تلك العناصر "بنشر ثقافة الفتنة والبغضاء والنعرات المناطقية والشطرية في محاولة بائسة إلى إعادة عجلة التاريخ في الوطن إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963 و22 مايو 1990".
ظهور البيضوبمناسبة الذكرى أيضا خرج الزعيم الجنوبي السابق علي سالم البيض إلى العلن لأول مرة منذ 15 عاما، داعيا إلى انفصال الجنوب ومهاجما الرئيس صالح.
ونعت البيض الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى لسلطة الشعب بجمهورية اليمن الجنوبية السابق في مؤتمر صحفي بمدينة ليستبو النمساوية الرئيس صالح وحكومته "بالغدر بشعب اليمن الجنوبي وسلبه أراضيه وثرواته وإقصاء أبناء شعب الجنوب من جميع جوانب القرار السياسي في اليمن الموحد".
|
علي سالم البيض دعا لانفصال الجنوب مرة أخرى (الجزيرة)
|
كما اتهم من وصفهم بقوى الحرب بالهيمنة على مختلف مقدرات أبناء اليمن الجنوبي إلى جانب وضع الجنوب بأسره في قبضة أمنية محكمة، وملاحقة من سمّاهم كل القوى الثورية وقمعهم بمختلف الاتجاهات.
وقال مراسل الجزيرة أكثم سليمان إن أهم ما ورد بالمؤتمر هو إعلان البيض عن "استعادة دولة الجنوب" أي المطالبة مرة أخرى بانفصال الجنوب وإعلان تشرفه "بتحمل مسؤولياته بهذا الصدد" أي أنه سيقوم بنفسه بترؤس هذه العملية.
وفي رد على سؤال للجزيرة حول إستراتيجيته للمرحلة المقبلة، شدد البيض على سلمية التحرك داخليا. أما خارجيا فقال إنه يناشد القادة العرب التدخل لدى ما وصفه باليمن الشمالي لسحب القوات من الجنوب داعيا للاقتداء بتصرف الزعيم المصري عبد الناصر عندما أعلنت سوريا انفصالها عن مصر.
وقد أفاد مراسل الجزيرة في مسقط بأن سلطنة عُمان قد أسقطت الجنسية عن البيض نتيجة ممارسته عملا سياسيا.
شغب ومواجهاتوفي عدن أفاد مراسل الجزيرة مراد هاشم أن قوات الأمن ما تزال تلاحق بعض النشطاء، وأن اجتماعات أمنية بحثت إطلاق سراح من اعتقلوا.
|
قتلى وجرحى بمواجهات عنيفة بالمحافظات الجنوبية (الجزيرة)
|
وكان ثلاثة أشخاص قد لقوا مصرعهم وأصيب عشرون أخرون على الأقل خلال محاولة من رجال الأمن تفريق مسيرة احتجاجية شارك فيها الآلاف.
وتفرض السلطات إجراءات أمن مشددة بمدينة عدن بعد حظرها تنظيم أي مسيرات أو مهرجانات احتجاجية.
وذكرت مصادر ما يعرف بالحراك الجنوبي أن عشرات الأشخاص اعتقلوا خلال محاولتهم دخول المدينة للمشاركة بمهرجان كان مقررا إقامته للاحتفال بذكرى توحيد اليمن.
واتهم الأمين العام لمحافظة عدن عبد الكريم شائف في مقابلة مع الجزيرة المحتجين بإثارة الشغب وإطلاق الرصاص.
في حين قال القيادي بالحزب الاشتراكي قاسم داود علي إن المواطنين أرادوا استخدام حقهم الذي كفله الدستور في التعبير السلمي عن قضيتهم ومطالبهم العادلة، مشيرا إلى أن قوات الأمن تصدت لهم واستخدمت ضدهم الرصاص
الحي والقنابل اليدوية مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وجرح عشرين آخرين.
الجزيرة وكالات