دعت
جماعة الحوثيين في بيان لها جامعة الدول العربية لتقصي الحقائق حول ما وصفته بـ"العدوان (السعودي) الظالم وغير المبرر" عليها، والذي هو، حسب قولها نتيجة لمحاولات النظام اليمني جر السعودية إلى هذه الحرب، ورفضت أي اتهامات موجهة للجماعة بتلقيها دعما خارجيا خاصة من إيران.
وقال البيان الموجه للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وتلقت الجزيرة نت نسخة منه إن "العدوان" السعودي على الأراضي اليمنية "لم يكن وليد يومه أو جديد وقته بل كانت له خلفياته السياسية وتحركاته الميدانية".
وأضاف البيان أن النظام اليمني حاول منذ الحرب الأولى عام 2004 إدخال السعودية على خط الصراع "بأكثر من وسيلة سياسية وإعلامية في محاولة لإثارة المخاوف لديه من أجل أهداف قذرة ورخيصة للابتزاز والتكسب".
وقال إن النظامين السعودي واليمني نسقا في الحرب الحالية كلاهما مع الآخر من أجل أن تدخل السعودية الحرب مباشرة، وذلك بأن يدخل الجيش اليمني عبر أراضيها ويتمركز في جبل دخان ليوجه من هناك ضرباته للحوثيين.
وأوضح أنهم طردوا الجيش اليمني أول مرة من الموقع وسلموه لحرس الحدود السعودي "بعد الاتفاق معهم ألا يعود الجيش مرة أخرى للعدوان علينا"، ثم عاد الجيش اليمني وأعلن في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني سيطرته على الجبل.
وأضاف "قدمنا احتجاجا لحرس الحدود السعودي على هذه الخيانة وضرورة أن يتوقف العدوان علينا من ذلك الموقع إلا أنه لم يبد أي تجاوب على الإطلاق"، وتابع بأن جماعة الحوثي قامت بعملية عسكرية أدت لطرد الجيش اليمني مرة أخرى من الجبل ثم تمركزوا "حيث كان يتمركز ويعتدي".
|
مسلحون من أنصار الحوثي عند مركبة يقولون إنهم أسروها من الجيش السعودي (الفرنسية)
|
الحملة العسكريةوقال البيان إنهم فوجئوا بعد ذلك بحملة عسكرية عليهم من حرس الحدود السعودي، وببدء قصف جوي وصاروخي استخدمت فيه القنابل الفوسفورية والحارقة وتسبب "بتشريد الآلاف من قراهم وسقوط عشرات المواطنين الأبرياء".
وأكد أن النظام اليمني هو من سعى بكل جهد ووسيلة إلى جر المواجهات في الشريط الحدودي كي تتدخل السعودية مباشرة، وقال إن ما يؤكد ذلك هو إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعد يومين فقط من المواجهات مع السعودية بأن الحرب "لم تبدأ إلا قبل يومين".
وقال البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي إن "هذا عدوان ظالم غير مبرر وانتهاك لسيادة البلد وانتهاك لحرمة وحق الجوار وخرق للمواثيق الدولية ومنها ميثاق وبروتوكولات جامعة الدول العربية".
وأكد أن "جوهر المشكلة ليس من أجل الأرض ولا من أجل الحدود ولا يوجد أي تسلل وأن المشكلة الحقيقية هي في السماح للجيش اليمني بالاعتداء علينا من الأراضي السعودية".
وشدد البيان على أن جماعة الحوثي ليست "امتدادا لأي طرف أو جهة"، وقال "نتحدى النظام اليمني أو غيره أن يثبت أي علاقة أو صلة أو دعم من أي جهة أو طرف في العالم وإنما يثير النظام اليمني ذلك من أجل الدعم والابتزاز مستغلا التعقيدات في العلاقات الدولية والإقليمية".
وقال إنه إذا كان هناك من يدعي تدخلا خارجيا إيرانيا فعلى الجامعة العربية أن "تدعم الحوار الوطني في الإطار العربي حتى لا يبقى لمثل هذا الادعاء أي قبول، وأن تضطلع بمسؤولياتها وتقصي الحقائق والعمل على وقف العدوان الظالم على الشعب