عمر الشايف المراقب العــــام
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 1417 تاريخ الميلاد : 28/07/1988 العمر : 36 العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق محـل الإقـامـه : السبرة اب نقاط : 1553 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: العلمانية وغزو المجتمعات الاسلامية الخميس مايو 07, 2009 10:55 pm | |
|
العلمانية مثلها مثل القيم الغربية الأخرى، يجب التعرف عليها و معرفة ماهيتها الحقيقية لكي تكون عندنا مناعة ضدها و لكي نحسن مواجهتها.
فالتشنيع على تلك القيم و وصفها بالكفر و الزندقة لا يكفي لمحاربتها، و لكن وجب كشف حقيقتها و هتك ستر نفاقها.
و من الطرق الخاطئة لمواجهة تلك القيم، الإلتزام بالتعاريف التي يقدمها لها الغرب، بل يجب الغوص في تاريخها و تحليل ممارساتها الفعلية على أرض الواقع. و ليس في الكتب و المراجع فقط.
فإن العلمانية دين و ليست إيديولوجية محايدة.
فإن بحثنا عن تعريق للعلمانية، يقول لك البعض هي : فصل الدين عن الدولة، و إعطاء الحرية الدينية لكل أفراد المجتمع. و كل أفراد الديانات سواسية أمام القانون.
فالكثير ممن يتطرق للكلام عن العلمانية يبرزها كأنها نضام محايد، من سماته نزع فتيل الصراع الديني في المجتمعات، و تحقيق المساوات بين كل أفراد المجتمع، دون النضر لخلفياتهم الدينية.
و هذا التعريف خطأ. تكذبه حقيقة العلمانية و تاريخها و حاظرها الأسود.
فالعلمانية يجب النضر إليها على أنها دين، ينازع الأديان الأخرى و يحاول القضاء عليها. بل إن العلمانية للناظر المتمعن في نتائجها على عقيدة المجتمعات، هي سلاح الإلحاد الفعال. و كثير من الفلاسفة الملحدين لا يتوارون في القول أن العلمانية هي سلاحهم ضد الأديان.
و هي فعلا كذلك.
و حسب تعريف بعض الفلاسفة للدين، حيث يقولون أن الدين هو كل مبدأ أو عقيدة وضعها الفرد أو المجتمع فوق الناس، و سلم بها الناس كحقيقة.
فحسب هذا التعريق للدين فلا شك أن العلمانية دين، بل دين متطرف. فالقائلون بالعلمانية لا يؤمنون بها كحقيقة مطلقة لا تقبل النقاش فقط، بل يلزمون الناس بها بأبشع الطرق.
فيجب مواجهة المنافقين العلمانيين بهذه الحقيقة، و هي أن العلمانية تحارب الدين. و هي ليست على الحياد, كي يسلم لها بلعب دور الحكم بين الأديان، بل هي خصم مثل الأخرين.
بل الإسلام كنضام يحفض حرية التدين للأقليات أكثر مما تكفله الأنضمة العلمانية، و التاريخ شاهد على ذلك. بل الأقليات في بلاد المسلمين شاهدة على ذلك.
عكس العلمانية التي تتبع سياسة الحمل الوديع عندما تكون في حالة إستضعاف، و تكشر على أنيابها حال ما تتمكن من مقاليد السلطة. و علمانيي العالم الإسلامي ما هم إلا قرود يقلدون و يطبقون سياسة أسيادهم في الغرب. لم تأتو بجديد لأنهم لا يمتلكون عقولا بل مبرمجين على سياسة معينة أتت بثمارها بالغرب، و محكوم عليها بالفشل في ديار الإسلام من وجهة نضري.
بداية نبدأ بطرق فرض العلمانية على المجتمعات :
و لكي تعلم طريقة فرضها و تعلم سر تصرفات بعض الأنضمة العلمانية في عالمنا العربي و الإسلامي.
و جب النضر في تاريخ نشأتها الدموي.
فالعلمانية بدأت في فرنسا إبان الثورة، و لم تستعمل طرقا سلمية للوصول للحكم أو لفرض نفسها على المجتمع، بل على العكس من ذلك فرضت بالقوة، و قامت بتقويد دور رجال الكنيسة، و قتلهم و سحقهم.
بل و ثم تطهير أجهزه الدولة من رجال الكنيسة، فلقد شنت حربا ضد النصرانية إتسمت بالإرهاب الفكري و الجسدي، و بالتعذيب بأفضع الوسائل. و بالترغيب بإنشاء كنائس موالية لها، لفك إرتباط النصارى بالبابا، و من يرفض سياساتها كان مصيره القتل و التشريد.
هكذا كانت الخطوات الأولى لدين العلمانية، فأنا لها أن تدعي الحياد. و إستمر الوضع كذلك في فرنسا إلى أن تمكنت من البلاد و العباد، و أصبحت حقيقة مطلقة لا يتجرء أحد على نقدها. و إنتشرت بعد ذلك في أوربا و العالم. و لعل ما ساعدها في تلك البلدان هو ماضي الكنيسة الأسود التي كانت تمارس سلطة قهرية على الناس، و تفرض التخلف و الجهل و تحارب العلم، فكان لزاما على تلك الشعوب التخلص من قهرها و جبروتها لكي تتخلص من واقعها المضلم أنداك.
و الطرق نفسها ثم إستعمالها من طرف الأنضمة العلمانية المجرمة خصوصا في تونس و تركيا سيرا على خطا أسلافهم، من قتل للعلماء و إرهابهم، و تأميم المساجد، و حظر الحجاب، و .......و المتأمل في منافقي الغرب و مواقفهم يلاحض أنهم لا يوجهون الحملات تلو الحملات ضد تلك الأنضمة
الإرهابية القمعية الدكتاتورية، رغم إنتهاكها لأبسط الحقوق الإنسانية، لسبب وحيد :
و هو أنه هناك إرهاب محمود ! : وهو الإرهاب لفرض دين العلمانية، فهذا الإرهاب محمود لأنه يخرج الشعوب كما يقولون من ضلمات الدين لأنوار العلمانية و الإلحاد.
و كفى بذلك شهيدا على نفاقهم و خبثهم.
و العلمانية كما قلت دين متطرف و ديكتاتوري :
ففي الدولة العلمانية :
تحظر الأحزاب التي تتبع دينا غير العلمانية، و لا يسمح لها بالمشاركة السياسية. بل في بعضها يزج بهم في السجون و المعتقلات و يمارس عليهم أبشع صور التعذيب.
بل لا يقف الأمر عند المشاركة السياسية، و فرض دين العلمانية على الواقع السياسي : بل يتعدى الأمر للديكتاتورية الثقافية : ففي بلدان العلمانية يقمع صوت كل من ينادي بغير هذا النضام، و تثم شيطنته إن لم يتم سجنه.
بل الأكثر من ذلك فإن العلماني كما قلت إنسان متشدد متطرف :
فالعلماني يزعجه رؤية المضاهر الدينية، و لعلكم تشاهدون كيف يهجم العلمانيون في البلدان العربية على السمات الخارجية للمسلم : مثل اللحية و الحجاب و النقاب ....
هم لا يستطيعون تقبل الإختلاف، يجب أن تكون علمانيا مثلهم. و إلا فإنك تستفز مشاعرهم !!!
لذلك يحرمون المظاهر الدينية و خصوصا الإسلامية منها في كل الأماكن العمومية !!!
لكي لا يمارس دين غير العلمانية في الأماكن العمومية : من مدارس، و جامعات، و مقرات حكومية و ......
فعن أي تسامح يتكلم بني علمان ؟
هم يفرضون عليك أن تتخلى عن دينك في اليوم 16 ساعة " لأن الإنسان هو بين العمل و قضاء حوائجه يكون في الأماكن العمومية" !!
فهم يتركون لك فقط مدة النوم لكي تمارس دينك بحرية !!!
عن أي حرية يتكلمون !!
لا حرية سياسية و لا ثقافية و لا دينية !!!
فماذا تبقى من أكذوباتهم !
و من مستلزمات هذا النضام هو فصل الإنسان عن دينه، و لهذا قلت أنها سلاح الإلحاد الفعال. فتصبح مسلما بالإسم فقط.
فالعلمانية هدفها ترويد الأديان لتفريغها من محتوياتها، و تصبح أسماء فقط. فلا يزعج العلماني كونك تقول أنك مسلم، و لكن يزعجه أن تطبق الإسلام !
و لعلك ترى هذا في نتائج إستفتاء للرأي أقيم في فرنسا "و هي منشأ العلمانية " :
وضح هذا الإستفتاء أن :
51% من الفرنسيين نصارى كاتوليك 31 % ملحدين 4% مسلمين 3% بروتيستانت 1% يهود
لاحضو كيف تحول المجتمع الفرنسي من كونه حامي الكنيسة في أوربا، بل كان توصف فرنسا بالإبنة البكر للكنيسة، إلى مجتمع يشكل فيه الملحدين 31%.
و الأغرب ليس هذا بل ما يفصله هذا الإستطلاع للرأي :
من بين 51% من الكاتوليك, نجد :
27 % يؤمنون بوجود إلاه
15 % يشكون في وجود إلاه !!!!
9% كاتوليك ملحدين !!!!
فهذا ما تؤدي إليه العلمانية، فقد أفرغت النصرانية من كل محتوياتها، لم يعد النصارى يتكلمون إلا عن الحب و الخزعبلات الأخرى. بل أصبح هناك نصارى ملحدين !! و نصارى يشكون في وجود إلاه !!!!
يعني كأنك تقول مسلمين ملحدين !!!
و مسلم يشك في وجود إلاه !!!
فهذا من نتائج العلمانية، لذلك هي السلاح الفعال للإلحاد. فلنين و ستالين رغم إجرامهم و فرضهم للإلحاد بقوة الحديد و النار لم يتمكنو من تحقيق النتائج المبهرة التي حققتها العلمانية، التي جمعت بين الإرهاب و الخبث.
| |
|
السورقي مديـر إدارة المنتـدى
الاوســمه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 3225 تاريخ الميلاد : 05/10/1965 العمر : 59 المزاج : رسالي الفكر محـل الإقـامـه : المملكه المتحده نقاط : 3756 تاريخ التسجيل : 19/01/2009
| موضوع: رد: العلمانية وغزو المجتمعات الاسلامية الجمعة مايو 08, 2009 4:35 am | |
| مشكور اخي عمر على هذا التناول التحليلي لموضوع جزاك الله خير
| |
|
عمر الشايف المراقب العــــام
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 1417 تاريخ الميلاد : 28/07/1988 العمر : 36 العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق محـل الإقـامـه : السبرة اب نقاط : 1553 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: العلمانية وغزو المجتمعات الاسلامية الجمعة مايو 08, 2009 11:36 am | |
| مشكور الاستاذ السورقي على جهودك الكبيرة التي تبذلها في خدمة العلم والمعرفة ومتابعات المنتدى اولا باول كما اشكر لك مرورك الطيب تقبل خالص الود
| |
|
صعْبة منال ونَرْجِسِيّة مـراقبة عـــامه
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 4783 تاريخ الميلاد : 15/09/1973 العمر : 51 الموقع : {مــكة المكـــــرمة} العمل/الترفيه : {الجلوس على النت} المزاج : {فنجآن قهوة تركي} محـل الإقـامـه : {في قلب تآج رآسي} نقاط : 5650 تاريخ التسجيل : 15/02/2009
| |