سياسيون: دعوة الإصلاح لمعالجة القضية الجنوبية وصعدة يعكس أصالته الوطنية وأنه حزب لكل الوطن

أكد سياسيون أن المؤتمر الرابع للتجمع اليمني للإصلاح – الدورة الثانية رسم السياسات
والمواقف التي سينتهجها الحزب خلال الفترة القادمة إضافة إلى انه أحدث نقلة مهمة في
تصوراته البرنامجية التي ستمثل علامة مميزة في التاريخ السياسي اليمني.

وأكد الدكتور عبدالجليل الصوفي، أستاذ الجغرافيا السياسية، أن مؤتمر الإصلاح الرابع
عكس العديد من الدلالات والمؤشرات الهامة التي ينتظرها المختصون والمهتمون بالحياة
السياسية ومن هذه المؤشرات قناعة الإصلاح الكاملة أن يرسخ المنهج الديمقراطي والقيم
الديمقراطية باستمرار الدورات الانتخابية حسب النظام الأساسي. وهو تجسيد ديمقراطي ينبغي
الوقوف عنده كثيراً. وأما من ناحية اقتناعه بالديمقراطية فقد جعلته يحتكم إلى نقاشات الأغلبية
وهو يقفز برؤيته إلى المستقبل.

ومن المؤشرات كذلك أنه عكس روح التجديد والتغيير فلم يعد الإصلاح ذلك الرتيب
والتقليدي بل فاجأ الجميع بتمكين المرأة من الصعود إلى الهيئات القيادية العليا في
الإصلاح وتمكين الشباب باعتبارهم همم العمود الفقري إضافة إلى التعامل مع
المستجدات الإقليمية والتعامل معها من منظور وطني عكس الإصلاحيون حرصهم
على الوطن من خلال طرح القضايا الوطنية على طاولة المناقشة بدون تهرب وهذا
يعكس الحرص على الإصلاح منذ ما قبل الثورة إلى الآن.

وأضاف الصوفي أن ايجابيات الإصلاح ستنعكس على الحياة السياسية ولاسيما بعد
الاتفاق الأخير بين الحزب الحاكم واللقاء المشترك التي يقودها الإصلاح سواء شعبياً
أو جماهيرياً واستطاع أن يعكس كل الإيجابيات ما يجعل الاقتداء بإيجابيات الإصلاح
مطلوبة، ولم يعد الإقتداء به عيباً وتجاوز الإصلاح أصبح صعبا وأنه عمود فقري من أعمدة
الحياة السياسية في البلد.

والمؤشر الآخر أن الرأي العام والشارع صار يتابع دور الإصلاح دون التفات إلى تشكيك
البعض بمواقفه عكس السابق.

ويشير إلى أنه أمام الإصلاح تحديات وأمامه عقبات من ضمنها أنه بحاجة إلى
أن يطور من رأسماله البشري ولاسيما كوادره النوعية وإعطاء القيادات الشابة دورهم،
وأيضاً أمامه أن يقدم نفسه إلى الخارج ويقدم نفسه بصورة أجمل وأن يعرف القوى الإقليمية
برسالته السلمية.

من جهته أعتبر الدكتور محمد الظاهري، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة صنعاء،
أن البيان الختامي للتجمع اليمني للإصلاح –الدورة الثانية- جاء تشخيصياً للأزمة

الراهنة ولجذورها، كما حمل البيان السلطة نتائج الأزمة الكارثية التي تمر بها البلاد.


وأضاف الدكتور الظاهري لـ"الصحوة نت" أن بيان الإصلاح كان واضحاً إزاء تأجيل
الانتخابات وتركيزه على احترام الوقت واغتنام الفرصة لتلافي ومعالجة الأخطاء،
وهو ما يستنتج منه أنه لا توجد صفقة سياسية -حسب ما يروج له البعض.

واعتبر أن السمة التي لاحظها أن خطاب الإصلاح كان متحدياً غير مهادن وأن بيان
الإصلاح سمى الأزمات بمسمياتها مثل القضية الجنوبية وقضية صعدة، كما كان واضحاً
إزاء المجتمع إذ ناشد أبناء المجتمع إلى ضرورة التخلي عن عدم المبالاة ودعاه إلى
مغادرة السلبية والمشاركة في طرح الحلول والمعالجات.

وأضاف أن خطاب الإصلاح كان خطاباً معارضاً واضحاً خاصة كلمة الأستاذ
محمد اليدومي، القائم بأعمال رئيس الهيئة العليا، التي تضمنت أن النضال السلمي
ليس معناه الدعة والراحة، كما أن هناك تقارباً قاموسياً لغوياً مع أحزاب اللقاء المشترك
مثل النضال السلمي، المواطنة المتساوية والإقصاء للآخر‘ إضافة إلى الانفتاح الخارجي
والرسائل التي أراد الإصلاح إيصالها للخارج.

وأكد أن انعقاد المؤتمرات الحزبية في موعدها دليل على فاعلية التنظيم ومؤتمرات الإصلاح
وانتظامها تؤكد أن الإصلاح يمثل معارضة حقيقية وأنه بدأ يدشن حزب الشدة للمواطن اليمني
وللمعارضة كذلك.

وتمنى الظاهري أن تتأسى قيادات اللقاء المشترك بمعارضة الخارج وتكون سباقة إلى
الشارع وتكون مهيأة لدفع ضريبة التغيير والتضحية الناتجة عن التملك السياسي، وأن
المعارضة قد شبت عن الطوق والانتقال إلى التثقيف الوطني ووجود آليات تحرك السلوك
والفعل في الشارع.

وأكد أن هناك اليوم تخلق للمعارضة وتمنى انتقالاً من اللقاء المشترك إلى البقاء المشترك
والانتقال من الحوار الحزبي إلى الحوار الشعبي.

واعتبرالظاهري وضوح الإصلاح إزاء قضيتي الجنوب وصعدة دليل وضوح يعطي
سياجاً للوحدة اليمنية وإذا كانت السلطة عجزت عن الاعتراف فإن قوة المشترك أنها
اعترفت بوجود أزمات ويلمس بوناً شاسعاً بين خطاب الحاكم وخطاب اللقاء المشترك.

من جهته أكد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، أن
مؤتمر الإصلاح كان طيبا وأن الحشد كان ممتازا تواجد فيه الذكور والإناث وهو ما يلمس
منه المتابع تطوراً ملحوظاً.

وأضاف المتوكل في تصريح لـ"الصحوة نت" أن القرارات التي خرج بها الإصلاح تعكس
روح التغيير والتطور التي تعامل معها المؤتمرون، كما أن الإصلاح تجاوز الغموض إزاء
قضية صعدة ودعا إلى إيقاف الحرب إضافة موضوع القضية الجنوبية التي ينادي الإصلاح
إلى معالجتها من بعد الحرب.

الإصلاح رافعة سياسية

من جانبه أكد علي الصراري، رئيس دائرة النقابات في الحزب الاشتراكي، أن المؤتمر
العام الرابع للتجمع اليمني للإصلاح- الدورة الثانية هو من أهم مؤتمرات الإصلاح ، أولاً
لأنه مؤتمر خاص بالوثائق وفي تقديري أن المؤتمرات الوثائقية هي الأهم لأنها هي التي ترسم
الخط السياسي وترسم السياسات والمواقف التي سينتهجها الحزب خلال الفترة القادمة وكان
الإصلاح في هذه الدورة قد أحدث نقلة مهمة في تصوراته البرنامجية وهذه الدورة ستمثل علامة
مميزة سواء في تاريخ الإصلاح أو التاريخ السياسي اليمني.

وأضاف الصراري في تصريح لـ"الصحوة نت" أن التجمع اليمني للإصلاح هو قوة سياسية
واجتماعية كبرى في اليمن، وهذه القوة تندمج في تيار سياسي واجتماعي عريض موجود على
الساحة ومعنى هذا أن التجمع اليمني للإصلاح يتحول وفقاً لهذه الرؤى البرنامجية الجديدة إلى
رافعة أساسية للمشروع السياسي اليمني الحديث الذي هو مشروع الديمقراطية ومشروع بناء
الدولة اليمنية التي تؤمن المساواة لمواطنيها ولا تخضع للأهواء الفردية ولكن تمارس وظائفها
وفقاً لنظام مؤسسي، وأعتقد أن التجمع اليمني للإصلاح هو في هذا يلتقي مع قوى كثيرة
موجودة في الساحة يلتقي في تحقيق هذه الأهداف، وهذا سيشكل بالتأكيد رافعة قوية لتحقيق
هذه الأهداف بالمستقبل –إن شاء الله.

واعتبر الصراري التجمع اليمني للإصلاح يمثل أكبر أحزاب المعارضة وأكبر أحزاب اللقاء
المشترك وهذا أمر نعتز به، وبالتأكيد أن هذه التوجيهات التي رسمها في الدورة الوثائقية في
المؤتمر العام الرابع –الدورة الثانية ستعزز مكانته في أحزاب اللقاء المشترك وأعتقد أن هذه
التوجهات البرنامجية ستكرس القواسم المشتركة التي قام على أساسها اللقاء المشترك
وستوسعها وتعززها، وفعلاً تعطي دليلا جديدا على أن اللقاء المشترك ليس لقاء تكتيكياً وليس قوة
لإنجاز مهام مرحلية قصيرة ولكن هو قوة تاريخية، هو النواة التي يمكن تتكون
على أساسها الكتلة الاجتماعية التاريخية التي ستبني اليمن الجديد.

اليمن الذي سيكون حاضنة لكل أبنائه وسيكون ساحة التقاء للتيارات الفكرية والسياسية
وهو أيضاً سيكون حاضنة لمجتمع مستقر ينبذ ثقافة العنف، وتتكرس فيه قيم التسامح
وقيم التعايش وبقية القيم البناءة التي لا يمكن أن يكون هناك مجتمع معافى إلا بها، وأعتقد أن
التجمع اليمني للإصلاح هو الآن بالفعل صار مدماكا حقيقيا لهذه الآمال وهذه التطلعات.

وأضاف: أنا أقول للمتشككين أنتم بأنفسكم تستطيعون أن تدحضوا شكوكم بالإطلاع على
هذه الوثائق والإصلاح حزب محترم لا يحركه شخص معين بحيث نقول أن هذا الشخص
يستطيع أن يخدع الآخرين لكن الإصلاح حزب كل أعضائه، فلا يمكن أن يكون كل هؤلاء
الأعضاء يخاتلون، أو أنهم يقولون شيئاً ويضمرون شيئاً آخر. وأعتقد أن من يحمل أي شكوك
تجاه الإصلاح عليه منذ الآن أن لم يكن قد راجع نفسه في الماضي عليه أن يراجع نفسه الآن
وإلا فإن هذه الشكوك ستعميه عن رؤية الحقائق كما هي في الواقع.

وأكد أن الموقف الذي أخذه الإصلاح حول "القضية الجنوبية وصعدة" بالذات يعكس
أصالته الوطنية، ويعكس حرصه على أن يكون حزباً لكل الوطن وعلى أن يكون حزباً لا تغيب
عن رؤاه ومواقفه أية قضية من قضايا البلاد وهو في هذه الحالة يتصرف بمسئولية، وكان
الإصلاح يستطيع أن يقفز على هاتين القضيتين دون أن يلام، ولكن أعتقد أنه تصرف
بمسئولية وهذا يحسب لسجله الوطني ويحسب لما يمثله من مسئولية وطنية.

وأشار إلى أن الخيارات التي يعرضها الإصلاح هي نفسها التي يعرضها المشترك، وهي خيارات
واضحة لا تقوم على هم فئوي محدود وإنما تقوم على استيعاب ومتابعة لهموم المجتمع وقضاياه
والحرص على تمثل هذه القضايا والتعبير عنها.

وأنا أعتقد أن الإصلاح في هذا هو قوة للقضايا العادلة والمشروعة للمجتمع في هذا البلد.