حملة يشنها الرئيس على العفيفات بهدف تفريغ الثورة من محتواها ولن اناقش كلام الرئيس لكن اريد اعرف معنى الاختلاط بمفهوم الرئيس فالرجل يؤمن به ولا يعارضه؛ بدليل أنه في شهر أكتوبر الماضي كان يشاهد بسعادة الأوبريت الافتتاحي لخليجي 20 الذي شاركت فيه (نساء) بالملابس الخاصة بالمنازل وطبعا بدون نقاب ولا حجاب.. وكن يؤدين رقصاتهن بالاشتراك مع (الرجال): كتفا بكتف.. وكفا بكف، ولم يغضب لذلك، ولم يغضب من ثم خطيب جمعة الرقصة الذي يظهر في التلفاز اليمني كل جمعة منددا بالمعتصمين المخالفين للشرع.
وعندما التقى الرئيس الأسبوع الماضي بما وصفه التلفاز بأنه عشرات الآلاف من النساء؛ كانت المنصة التي خطب منها مزدحمة بالرجال والنساء المتدافعين والمتدافعات فيما بينهم بسبب (الزحمة) بصورة لا تحدث حتى في (باب اليمن) في عز الظهيرة.. وأيضا لم يغضب الخطيب والرئيس من ذلك لأن المطالبات المحلية والخليجية بالتنحي.. تبيح المحظورات!
الموضوع اذا يا ابناء السبرة مظهر من مظاهر المواجهة المضادة التي يقوم بها النظام لإلحاق الهزيمة بالثورة الشعبية التي تجتاح معظم محافظات الجمهورية يوميا، وتطالب برحيل النظام بكل رموزه وآلياته ومن منظور كل حر وقناعتنا هي أن أصحاب الثورة الحقيقيون يفرحون بكل مؤيد لهم، يتحملون ويصبرون على ما قد يكون غير موافق لبعض قناعاتهم طالما أنها قد تثير سوء فهم وتستفز الآخرين والجميع شركاء في ثورة هدفها الوحيد تغيير النظام السياسي وليس تغيير التقاليد والأعراف والقناعات الخاصة لدى الثوار.. هذه الأخلاق هي السائدة في العموم في ساحة التغيير بصنعاء وفي غيرها منذ البداية.. يتحمل المعتصمون بعضهم بعضا.. ويصبرون.. ويغضون الطرف عن أشياء صغيرة طالما اقتنع بها أصحابها رغم أنها تؤذي المشاعر والأحاسيس في بعض الأحيان.. وفي المواجهات مع أمن النظام وبلاطجته يصطفون صفا واحدا بهتاف واحد، وتجمعهم الصلوات في مشهد يثير جنون النظام ويدفعه لمزيد من المكر والفتنة!
ادركنا ذلك كله ومحن في ارض المهجر فهل تدركون.