لطائف من بيت النبوة (3)
أتجادلينني ؟؟
مع السيدة حفصة رضي الله عنها ، إذ كانت تكثر من نقاش الحبيب لحبها للعلم ، و لم يحدث مرة أن قال لها : كيف تجرؤين على مناقشتي ؟؟ و لو قالها عليه الصلاة و السلام لصدق ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى .
____________
ونلمس ذلك من أسئلتها التي تلقيها على رسول الله صل الله وعليه وسلم استفهاماً للحكمة واستيضاحاً للحقيقة ، فمن ذلك أنها سمعت رسول الله صل الله وعليه وسلم يقول : ( يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم ، فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل القوم ، فيصيبهم مثل ما أصابهم ) . فقالت : يا رسول الله صل الله وعليه وسلم ، فكيف بمن كان منهم مستكرها ؟ ، فقال لها : ( يصيبهم كلهم ذلك ، ثم يبعث الله كل امرئ على نيته ) .
____________
وعنها أن رسول الله صل الله وعليه وسلم قال : ( إنى لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحداً شهد بدراً والحديبية ) ، فقالت : ( أليس الله عز وجل يقول : { وإن منكم إلا واردها } ، فأجابها : { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيّا } ( مريم : 72 ) . يقول الإمام النووي معلّقا : " فيه دليل للمناظرة والاعتراض ، والجواب على وجه الاسترشاد ، وهو مقصود حفصة ، لا أنها أرادت رد مقالته " .
____________
ولما أمر رسول الله صل الله وعليه وسلم نساءه أن يحللن بعمرة قالت له : ما يمنعك يا رسول الله صل الله وعليه وسلم أن تهلّ معنا ؟ ، قال : ( إني قد أهديت ولبدت ، فلا أحل حتى أنحر هديي ) .
_____________
قال الحبيب المصطفى صل الله وعليه وسلم عند السيدة حفصة ذات مرة : لا يدخل النار إن شاء الله من اصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها .
قالت : بلى يا رسول الله . فانتهرها ( يقصد ألا تتكلم بغير علم أو دليل )
فقالت : "و إن منكم إلا واردها " (مريم)
فقال : قد قال الله عز وجل " ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا " !