وبعد سفر للخارج للدراسة، تغيرت كثيرا، فقد بدأت أتعامل مع ذاتي،
بصورة مختلفة، لأني في قرارة ذاتي متأكدة من أني جميلة،
وأن سمرتي جذابة، وهناك التقيت بزوجي، الذي تقدم لخطبتي بعدانهائنا الدراسة مباشرة،
وما أن علمت أخواتيبأن خطيبي شاب وسيم، حتى ذهلن،
وصرن يؤكدن على أنهأعمى،
وأنه لا بد سيفيق من نزوته ويندم على الزواج مني،
فجأة وجدت نفسي أعود إلى واقعي الذي هربت منه لسنوات،
فأنا لست سوى قبيحة، ولعله بالفعل أعمى،
حاولت أن أكسب أخواتي إلى صفي،
أردت منهن أن يرين فيني جمالا من نوع أخر،
حاولت أن اقترب منهن،وأن اساعدهن الواحدة تلو الاخرى،
بأية وسيلة ممكنة،
حتى وإن كان ذلك على حساب نفسي،
بحثا عن الاستحسان،والحب،
أردت منهن أن يدعمن ثقتي في ذاتي،
وأن يرين الجمال الذي أختزنه في شخصيتي،
فماذا جنيت...........؟؟
وجدت نفسي انهاريوميا، وهن مقتنعات أني افعل ذلك،
لأني اشعر بالدونية،
وجدت نفسي مختلفة، عدت كما كنت قبل سفري،
قربي منهن جعلني اعامل نفسي كما يعاملونني،
ولكن خطبيبي الذي شعر بتغيري، صرخ في وجهي ذات يوم قائلا،
""لا يهمني إن كنت سمراء أوبيضاء
المهم أن تعودي خطيبتي التي عرفتهاقبلا،""
انتبهت إلى مافعلته بنفسي،
وعلمت أني حينما أحببت نفسي في الغربة،
أحببتها لأني كنت معها وحدي،
وحبي لنفسي، واحترامي لذاتي، اكسبني شخصيةجذابة،
اجتذبت خطيبي نحوي،
وحينما عدت إلى وطني،استبدلت حبي لذاتي بحب شقيقاتي لي،
لكن حبهن لم يكن خالصا، ولم يكن عالي الجودة، كان معطوبا،
فخلف الكثير من العطب في حياتي،
قررت أن اتجاهل رأيهن بي تماما،
وأن أنظر لنفسي من جديد بنظرة منصفة،
لا يحق لي أن أعيب خلقي، الذي رزقني الله،
وهو الخالق المبدع المصور،
لن أسمح لأحد بأن ينتقد شكلي،
سأعتني بنفسي كما يجب أن يكون، لأنها امانة في عنقي،
حاولت أن اتعرف إلى ذاتي من جديد، وأن أبحث عمايسعدها،
وما كان يقلقها،
وأن أتواصل مع نفسي بحرية أكبر مما سبق،
صرنا صديقتين حميمتين،أنا و أنا، ""
. يا ترى كيف تعاملين نفسك حاليا.........!!!!!!؟؟؟؟؟ "إنهم يقولون أني لست سوى ......، أشعر أن هذه الكلمةتجعلني ابدوا أحمقا،
أبي كان ينظر لي بحقدشديد حينما يغضب،
ويصرخ بي باحتقاركبير،
حينما اتأخر أو أخطأ في مهمة،
إنه يشدني من شعري بطريقة مهينة،
أو يمط أذني بطريقةتثير تقززي من نفسي،
حينما أشعر بالاحباطمن معاملتهم لي في البيت،
أحاول أن أزهوا بنفسيبين صحبي،
أبنة الجيران التي تلعب معنا، تثير اهتمامي كثيرا،
أحببت أن أريها أجمل ما لدي من مهارات،
فكنت أجري أمامهاسباقا بيني وبين صبية الحي، فأفوز دوما،
وكنت ادافع عنها حينمايشتد النزال بينها وبين صديقاتها الصغيرات،
كنت أحاول أن أعيش بطلا في الشارع، وفي المدرسة،
لكن ......... حتى هناجاء والدي ليثير الخزي في نفسي،
أني أذكر ذلك اليوم كأنه اليوم،
كنت قد فرغت للتو من سباق جري وكنت فائزا،
وكنت اسير بزهو،
فيما كانت نوارةجارتنا الطفلة ( من نفس عمري يومها)
تصفق لي بحماس،
وتستعد لتركبني دراجتها،
أحسست بيد ساخنة تقع على أذني، إنها في حجم يد والدي،
لا أدري متى جاء، وكيف جاء، كل ما شعرت به، الفجيعة،
فحتى هنا لم يترك لي مجالا لأعيش شخصيتي التي لا يراها،
ولا يريد أن يراها،
أردت أن أموت، تمنيت لو أن الأرض تبلعني
ولا تراني نواره على هذا الحال،
لقد سحق كرامتي كإنسان ذلك اليوم أمام صحبي جميعا،
جرني من أذني إلى البيت وهو يكيل لي السباب واللعان،
لا أعرف ما هو السبب، لم أعد اذكر،
كل ما في الامر أن والدي سيء الخلق جدا، جدا،
وقد انفصلت عنه والدتي بسبب يده
التي لا يعرف كيف يكف أذاها عنا،
ولسانه السليط،
كان ابي شريرا قاسيا،وكنت اعلم ذلك،
لكن في المقابل لم اتمكن من عزل شره عن نفسي،
بعد تلك الحادثة بدأت اتصرف تصرفات غريبة،
فقد صرت أخطف دراهم الصغيرات، وأهزأبنواره،
وأخطف منها طعامها،
وأضرب صحبي وأهيهنهم،
وهكذا، تغيرت نظرتي إلى ذاتي، صرت أرى نفسي شخصاوضيعا، وشريرا،
سيء الخلق تماما كما كان يصفني أبي في البداية،
لكني مع كل مرة أخرج فيها لا بد أن أسبب الاذى لاحدهم )) ثم تزوجت، من فتاةغريبة، لاتعرف عني أو عن مشاكلي أي شيء،
وبعد أن مضت مرحلةالعسل الأولى، بدأت أفقد السيطرة على أعصابي،
وفي أحد الايام، رفعتيدي وصفعتها على وجهها، فما أن سقطت على الأرض،
حتى نظرت لي بعينين كلها دموع، وتساؤل يملأ وجهها:
(( أعتقدت أني تزوجت رجلا يحميني، لم أتخيل أن تكون أنت من يؤذيني،
سمعت أنك رجل صاحب نخوة، لا تمد يدك على النساء ولو على رقبتك،
أخواني اخبروني أنك رجل بكل معنى الكلمة، وأنك بطل وأنك بخلق فارس.... ))
مضت تصرخ وتتحدث بحرقة، ووجدت في كلماتها نفسي، التي اضعتها من سنوات،
لما لا أكون كما تقول، لما لا أعود بطلا كما أردت لنفسي ذات يوم،
أريد أن أصبح بطلا، فكم حلمت بذلك، كم تمنيت أن اغدوا بطلا،
هذه زوجتي نوارة الحاضر، وغدا يصبح لي اطفالا،
هل سأمزق شخصياتهم أمام اصحابهم، كما فعل أبي معي ....!!!
خرجت ولم أعتذر،
لكن كلماتها بقيت تتردد في اذني،
من أخبرها أني رجل شهم، من أخبر أهلها أني ذات يوم أردت أن أكون بطلا،
من............؟؟؟؟" هل لازلت تتعاملين مع نفسك...
كما أراد لك الآخرون ........؟؟؟ لا أحد يمكنه أن يقرر ما نستحقه من معاملة،..! مهما بات شأن ما نحن عليه،
لأننا في النهايةمحاسبون من الله وحده،
الله عفو غفور،
ابدئي من جديد،
افتحي صفحات شديدةالبياض والنقاء مع ذاتك،
وأحبيها بحق،
وقرري على نفسك مساعدتها
والأخذ بيدها لتكون صالحة طيبة في الدنيا والاخرة،
تخلصي من العادة التي تسيطر عليك في توصيف نفسك،
أو في التعامل مع ذاتك، أنت رغم كل شيء تستحقين الحب والعناية..! أنت رغم كل شيء تستحقين التقدير،
لديك فرصة كبيرة للبدءمن جديد،