كلمة YALI هي إختصار ل YEMEN AMERICA LANGUAGE ISNTITUTE ، وهو معهد متخصص في تعليم اللغة الانجليزية في صنعاء ، عاصمة الجمهورية اليمنية ، وقد تأسس في سنة 1975 كمشروع مشترك بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية والسفارة الامريكية في صنعاء لتعليم اللغة الانجليزية لمختلف قطاعات الشعب اليمني ، ويعتبر هذا المعهد من اقوى و افضل المعاهد في الجمهورية اليمنية على الاطلاق ، وهو تحت إشراف السفارة الامريكية منذ ذلك الوقت حتى وقت قريب 2006 او 2007 .
هذا المعهد الرائع يعتبر صورة مصغرة للنظام التعليم المتميز في امريكا من عدة نواحي . ويعتبر YALI من ابرز نقاط التحول الكبرى في حياتي ، فأنا درست اللغة الانجليزية في المدارس الحكومية قبل إلتحاقي بمعهد يالي في المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات ومثلها في المرحلة الثانوية ، وبعد هذا الست السنوات العجاف من الدراسة السيئة للغاية ، كنت لا استطيع ان اكون جملة واحدة بسيطة في هذه اللغة الهامة ، فماذا عن الجمل المعقدة والمركبة ، بل كنت اذكر اني كنت احفظ ال PARAGRAPHS في السنة الاخيرة من المرحلة الثانوية لإنه سؤال اساسي يأتي في الامتحانات ، و اتذكر اني كنت انا وزملائي نسأل مدرس الماة ان يحدد لنا مجموعة من ال PARAGRAPHS المتوقعة مجيئها في الامتحان لكي نستطيع التركيز عليها و حفظها و مذاكرتها ! ، ( تخيلوا معي بعد ست سنوات من دراسة اللغة الانجليزية في المدارس الحكومية البائسة كنا لا نستطيع ان نكتب PARAGRAPH فما بالك ب ESSAY) .
ومن الطرافة انه عند استعدادي لأختبارات اللغة الانجليزية كنت اعتمد على شكل الكلمة لحفظها ! , وليس على نطقها بشكل صحيح او معرفة اشتقاقها ، فقد وصلنا الى مرحلة لا نستطيع فيها ان نتهجئ الكلمات البسيطة .
وقد كنت اتحايل على هذه الصعوبة بالاستعانة بكتب مبسطة للمنهج الدراسي ، وكانت هذه الكتب سيئة وردئية للغاية ، فقد كانت مترجمة وملخصة الى العربية ! ، وهذا من اكبر الاخطاء القاتلة في تعليم اللغة الانجليزية واي لغة اخرى ، فتعليم اللغة الاجنبية لايتم عن طريق ترجتمتها الى لغة اخرى ، فاللغة ليست مجرد كلمات بل وعاء للثقافة والفكر واسلوب ونمط حياة .
وكانت اللغة الانجليزية تعتبر من اثقل المواد واملها على قلبي ، وكانت تبعث في نفسي الاسى والاحباط لما كنت اواجه من صعوبة بالغة في تعلمها ، فقد كنت اعتقد ان اللغة الانجليزية تعادل في صعوبتها معادلات التفاضل والتكامل التي تحتاج الى حواسيب فائقة الذكاء والخارقة في مواصفتها لكي تستطيع حلها! .
ولكن بعد دراستي في معهد يالي تحولت هذه اللغة الكريهة سابقا الى لغة سهلة وبسيطة ومحببة على قلبي ، فقد فتحت لي نوافذ وابواب كانت مغلقة علي بشدة . فبهذه اللغة استطيع التواصل مع زبائني واقنعهم بما لدي من بضائع و يشترونها عن طيب خاطر ، وحسنت ونشطت من مبيعاتي في مجال عملي ، وحسنت من وضع الوظيفي في الشركة ، وتساعدني في الحصول على وظيفة افضل في شركات اخرى مستقبلا ، وفهمت واستوعبت اسرار التسويق وإدارته من خلال كتب فيليب كوتلر ، واطلعت على قصة نجاح الاسطورة ل GOOGLE ، وقرئنا كتب اوباما وعرفنا اراءه ووجهات نظره حول العالم ، وسهلت من دراستي الجامعية بشكل كبير، فكثير من الجامعات الان حولت مناهجها الى اللغة الانجليزية استجابة لمتطلبات العصر ، واستطيع ان اشاهد القنوات الناطقة باللغة الانجليزية واتابعها وافهم ماذا يجري حولي في العالم من تطورات والكثير الكثير .
والان اصبح لدي طريقتان لتفكير طريقة عربية وطريقة انجليزية وهذا الشئ يوسع من مدارك الانسان ويفتح له الافاق ويصبح تفكيره مرن.
والسؤال الان هو ، كيف فعل معهد YALI كل هذا لي واكثر ؟ ، استطيع ان إلخصها في عدة نقاط :
المعهد يعتمد على اسلوب المناقشة والحوار وابداء وجهات النظر والاراء داخل الفصل بين الطلاب انفسهم او الطلاب والمدرسين ( عدد الطلاب في الفصول صغيرة الى حد ما تتراوح مابين 12 طالب الى 20 طالب) ، وهذا الاسلوب يعتبر من افضل الاساليب في تعليم اللغات لانه يعود الطالب على التكلم والتحدث وهذه مهارة اساسية في اي لغة .
المعهد يعتمد على مناهج دراسية فيها كثير من المواضيع التي تثير الجدل الحاد والنقاش الساخن ، وهذه المواضيع تقوم بتقسيم الفصل الى قسمين فريق مع وفريق ضد ، والهدف من هذا الجدال تعويد الطالب على مهارات المناقشة والحوار والاقناع في اللغة الانجليزية .
المناهج الدراسية مصصمة ومهيئة لتعليم الطالب المهارات التي يحتاجون اليها في الوقت الحالي ، فبعد التخرج من المعهد يكون من المفترض الطالب قادر الكتابة بشكل سلس وواضح ، والتحدث بطلاقة وعفوية ، والقدرة على الاستماع بإنصات .
المعهد يعتمد على تقييم الطالب بشكل اساسي داخل الفصل وليس عند نهاية الدورة على الاختبار ، فالمدرس يراقب الطالب طيلة مدة الدورة ويتعرف على نقاط قوته وضعفه من خلال الانشطة المتنوعة التي تقام داخل الفصل مثل نشاط قراءة القصة ومهارات القراءة السريعة وغير ذلك .
ومن اكثر الاشياء التي تعلمتها في معهد YALI خارج نطاق اللغة الانجليزية ولها اثر كبير في حياتي كلها ولم احسب لها حساب قط ، تعلم مهارات التفكير بأنواعها ومهارات التفكير خارج الصندوق ومهارات النقد والشك والتحليل والقدرة على رؤية المواضيع من عدة زوايا ومهارة حل المشاكل .
فشكرا جزيلا معهد YALI وخصوصا للاستاذ المخلص Mr. William D. Helz .