كان د. أبو بكر القربي وزير الخارجية كشف مؤخرا عن مبادرة أمريكية –غير رسمية- للحوار بين السلطة واللقاء المشترك المعارض في بيروت، غير انه اكد رفض حزبه المؤتمر الشعبي للحوار خارج اليمن، فيما نقلت قناة الجزيرة عن اللقاء المشترك موافقته على المبادرة.
وفيما لم تتضح تفاصيل وافية عن هذه المبادرة وعن تبنيها رسميا من الإدارة الأمريكية قال حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إن اللجنة العامة (المكتب السياسي) ناقشت في اجتماع لها رسالة من أحزاب اللقاء المشترك المعارض تتعلق بالحوار الوطني، وأوضح أنه تم تشكيل لجنة لدراسة ما تضمنته الرسالة والرد عليها في ضوء حرص قيادة المؤتمر على إنجاح الحوار بمشاركة القوى السياسية كافة، وتحت سقف الدستور والثوابت الوطنية، وما تضمنته اتفاقية 23 فبراير الموقع بين المؤتمر والمعارضة الذي لم يتقدم الجانين خطوة واحة نحو تنفيذه حتى اللحظة .
وسبق ان اقترح الحزب الحاكم تشكيل لجنة مشتركة من المعارضة وحلفائها وحزب المؤتمر الشعبي وحلفائه تدرس آلية استئناف الحوار بين الجانبين انطلاقاً من اتفاقية فبراير العام الماضي والذي على ضوئه أجلت الانتخابات النيابية لعامين ومدد للبرلمان الحالي لذات الفترة لاستيعاب إصلاحات في النظام السياسي والانتخابي بموجب الاتفاق الموقع.
في غضون ذلك، اعتبر الكاتب المعارض محمد الغابري وجود مبادرة أمريكية للحوار بين السلطة وتكتل المشترك المعارض"ستة أحزاب إسلامية ويسارية" بالغ الأهمية اذا ما تم تبنيها رسميا من الإدارة الأمريكية على اعتبار قدرتها في ممارسة الضغط على السلطة للقبول بها.
وفيما رأى ان القول بان هذه دعوة مفتوحة للولايات المتحدة للتدخل في الشئون اليمنية - صحيح جزئياً- غير انه وصفه بتصوير للحالة على غير حقيقتها ، وقال "إن السائد هو وجود تدخل سافر من قبل القوى الإقليمية والدولية في الشئون اليمنية، وبتواطؤ بل وتعاون من قبل السلطة، ومن ثم لا يضير أن تتدخل قوى خارجية للضغط على السلطة في شأن إيجابي والمتمثل بالحوار مع المشترك للوصول إلى حلول للأزمة اليمنية تجنب البلاد الوقوع الكلي في حالة الدولة الفاشلة".
وبحسب الغابري فان هذه المبادرة جاءت في ظل ظروف محيطة طابعها تصاعد الاهتمام الإقليمي والدولي بالحالة اليمنية والأزمات التي تعصف بها، مستدلا بانعقاد مؤتمري لندن والرياض في شهري يناير وفبراير، ثم استضافة أبو ظبي لمؤتمر "أصدقاء اليمن" غدا الاثنين، أي ثلاثة مؤتمرات دولية بشأن اليمن في ثلاثة أشهر متتالية.
ويؤكد الكاتب المعارض وجود إدراك إقليمي دولي لأهمية اللقاء المشترك، وأنه رقم صعب لا ينبغي تجاوزه ، بمعنى إن إيجاد حلول للحالة اليمنية يتطلب التعامل مع طرفي المعادلة السياسية اليمنية: السلطة والمعارضة. موضحا أن المبادرة الأمريكية تؤكد ما يذهب إليه تكتل المشترك المعارضة وما كان طرح من قبل وزير الشؤون الخارجية العماني أواخر العام المنصرم حيث دعا إلى الحوار مع المشترك وإشراكه في إيجاد حلول للأزمات.
وأيد الغابري مقترح المبادرة بان يكون الحوار خارج اليمن أي في بيروت على اعتبار ان لا جدوى من حوار يتحكم فيه طرف واحد في الداخل وهو السلطة ، فيما يمثل المكان المحايد من الشروط الأساسية لإنجاح الحوار. لكونه يوفر تكافؤ الفرص بين الطرفين- السلطة والمعارضة- حد تعبيره.
ويعتقد الغابري أن تضمن المبادرة العنصرين المفقودين في الحوارات السابقة والمتمثلان في المكان المحايد، ووجود طرف ثالث -(في إشارة للإدارة الأمريكية)- لديه الإرادة والمقدرة لإلزام الطرفين بتنفيذ التزاماتهما لكون الحوار (المفترض) تحت رعايتها كفيل بإنجاحه، معتبرا أن أعلان السلطة رفضها للمبادرة إدراكا من ان الموافقة عليها بداية النهاية للتسلط والهيمنة والخطوة الأولى لإصلاح حقيقي في حالة عناية المشترك بترتيب الأولويات وتقديم رؤى عملية.