[/الهدهد في المخابرات العسكرية0
لو قلت هذا الكلام الأن لعدٌوك مجنونا
أو نظروا إليك مستخفين من هذا المنطق
لكنها هي الحقيقة التي لا تحتمل صفر%
من الكذب , كان الملك الرسول يتحرى
رعيته ,ويتفقدهم وهو الحكيم بأمورهم
وبنظرته الفاحصة لم يجد الهدهد
فقال : أين الهدهد؟؟؟ ولماذا هو غائب؟؟
تفحص الملك الرسول جنودة فلم يجد هذا الهدهد
وهذا الهدهد ليس مثل باقي الهداهد فهو من المخابرات
من فرقة المهمات الصعبة السرية للغاية والتي لا يعلن
عنها إلا بعد نجاح المهمة
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى
الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ)
وصدر الحكم في الحال !!!
((لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ
أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ))
إما العذاب!! أو الزبح !!!!
أو برهان أكيد!!!!!!!!يعذر
غيابه ولكن هذا الجندي المخلص
ليس مثل باقي الجنود ولكنه مقرب
إلى الملك وله خاصية خاصة إنه غيور
على دين الله وعلى مملكته وهو أيضا
صاحب المهام الصعبة المحتاجة إلى
سرية تامة وهذا أصل عمله وقف ووجه
الكلام إلى الملك وهو موقن أن هذا الحدث
من أهم مشاغل المملكة في هذه الأيام
وهو التوحيد قال : (أحطتٌ بما لم تحط به
وجئتك من سبإِ بنبإِ يقين) وأستمع الملك
الرسول لهذا الجندي الصغير بتواضع الملوك
وأردف قائلا : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ
وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)
وهو متأثر أردف قائلا :
(وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ
اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ
السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) هذا الهدهد متألم
ومتأثر على هؤلاء الذين يسجدون للشمس
من دون الله (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ )
وقال أيضا: لماذا لم يسجدوا لله وهو رب العرش العظيم
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعظيم)
وسيدنا سليمان لا يصدق إلا ببرهان وهو ممتن من
هذا الجندي الذي يهمه أن يعبد الله في الأرض ,ولا
يريد لأحد أن يعبد لا الشمش ولا القمر ولا الحجر
ولا الشجر فهذا جندي مخلص في عمله وأراد الملك
الرسول أن يوفده في مهمة حساسة من نوعها والسرية
تستدعي أن يكون بمفرده فقال له : خذ هذه الرسالة
فألقها عليهم وأبعد عنهم لنرى ماذا يرجعون !!!!!!
وبهذا سوف يثبت أنه غير كاذب ولا يكذب المسلم
أبداً ممكن أن يعتريه ضعف في أي شئ ولكنه لا يكذب
أبداً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ )
(اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ
فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ )حمل الرسالة وألقاها إليهم وصبر ولم يلح
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي
مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ 5. قَالُوا نَحْنُ
أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي
مَاذَا تَأْمُرِينَ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا
وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم
بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
وجمعت الحكماء والنبلاء الجنود
وقالت لهم :أفتوني في أمري
كانت الإجابة : نحن أقوياء والأمر أمرك
ولكنها لم تغتر بقوة جندها وتعرف أن خصمها
أقوى وأستقرت على إرسال المال كهدية لترى
ماذا يرسل الملوك .
ذهب الهدهد مع سارية المصالحة وهو منتصر
إلى هذا الحد ولكنه ينتظر المزيد وكلكم تعرفون
إنه ينتظر النصر الكامل بخضوع هذه المجموعة
لدين الله عزوجل فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ
بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ
(ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم
مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ )وكانت هذه الرسالة شديدة
اللهجة لأنها متعلقة بدين الله عزوجل , ولكنه متحمس
لأنه بدأ المهمة الدعوية ويريد أن يتمها وأيضا كانت
المهمة الأخيرة بعد أن جاءت الملكة بلقيس إلى
الملك ولم يهنأ باله إلا بعد أن أسلمت لله , نعم كلنا
يعلم الهدهد ضعيف الجسم ولكنه بإيمانه وصدقه
وحبه لله ووطنه أسلم
على يديه مملكة كاملة فلا تستهن بنفسك ربما يوماً
تسلم على يديك الولايات المتحدة الأمريكية .