روعة التكوين نعم هكذا قرر جميع المحللين لهذا الصراع وأنه انتصار ساحق لجميع الشرفاء وأحرار العالم , وخسارة كبرى لدولة صهيون الغاشمة المعتدية التي أفلست نظمها , وتخبطت تخبط العشواء في ظلمة الليل البهيم .
لم يتصور أحد أن تكون ردة فعل اليهود هكذا بهذه السذاجة والتخبط ولكنه أمر الله تعالى ليزدادوا فضيحة أمام العالم بأسره وله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد .
ومن سوء قدرهم أن جميع الضحايا من الأتراك أحفاد محمد ابن القاسم وأبطال جيشه الذين فتحوا تلك البلاد , نقول هذا ونبكي على حال العرب الذين هم أولى الناس بحماية هذه القضية ولكنها سنة الله التي لا تُحابي أحدا , فلما تخلى العرب عن دورهم وذهبوا يجرون ويلهثون أمام سارب السلام الخادع استبدلهم الله بأحفاد هؤلاء الأبطال الأشاوس , وأجزم أن كل متابع للأحداث يحدث نفسه أن معنى الضحايا من الأتراك أنها لن تمر هذه الأحداث مرور الكريم مادام أن ورائها رجال أمثال رجب طيب أردوغان والعثمانيين الجدد نصرهم الله . اسطول الحرية قدم دروسا عملية للمتخاذلين , وأن النصر لابد فيه من ضحايا ودماء , وأما الكلام فكل أحد يُحسنه ويُنمقه , وأما الأفعال فلا يُحسنها إلا الأبطال والصادقون .
اسطول الحرية علمنا أن الحق يعلوا ولايُعلى عليه , وأن الله يهيئ له من خلقه من شاء , أبطال من أربعين دولة قهرهم الظلم والضيم الذي لحق إخواننا في غزة , فقرروا نصرتهم ولو على حساب أرواحهم ودمائهم , والاستعداد تجري على قدم وساق لتسييرقافلة أخرى وستتبعها قوافل للشرفاء في الأيام القادمة , ولئن بكيت فابكي على حال ( المستنكرين للجريمة الشاجبين لفعل العدو )هكذا هو أقوي ما يملكون , ولئن بكيت فابكي على الدول المحيطة في فلسطين التي بنت الجدر والسدود لمنع لقمة الطعام وقطرة الماء والضروري من الأدوية حتى لاتصل إلى أهل غزة وأطفالها الجوعى وياويلهم من التاريخ الذي سيسطر مداد خزيهم وستقرأه الأجيال , لقد حبس الله امرأة بهرة \" حيوان\" لمنعها حقها المشروع فكيف بحبس آدميين من أهل الإسلام يتجاوز عددهم المليون والنصف – اللهم إليك نشكو جلد الفاجر وعجز الثقة
أين تقع محنة إخوانك من قلبك ؟ أين سعيك في كفالة أيتامهم , ورعاية أراملهم ؟ وهناك جهات خيرية ترعى وتُوصل هذه المساعدات .
أين نشرك لقضية المحبوسين من إخوانك - أهل غزة - في كل محفل ومكان يمكن أن تصل إليه ؟
لا تقل ليس بيدي شيئ ولو أن كل واحد قال مثل قولك لما أُحييت القضية في العالم , ولكن لمّا قام الشرفاء أصبحت القضية حية . هذا الأسطول فجر قادم بإذن الله تعالى , وسنة سنها الشرفاء من بني الإنسان مسلمهم وكافرهم . لقد مدح نبينا عليه الصلاة والسلام حلف الفضول لمشركين عبدوا الأوثان ولكنهم أبوا الظلم والضيم لبني البشر , ولأنه يدعوا إلى رفع القهر عن المستضعفين , وقال قولته المشهورة لودُعيت له في الإسلام لأجبت شكراً لكل من كان على ذلك الأسطول , وأيده ونصره , وجزى الله شهداء المؤمنين من تلك الدماء المنازل العليا وجعلهم في منازل الشهداء , والفجر قادم بإذن الكريم ولو كره المشركون