اشكرو الله في الرخاء والشدة

اشكروا الله في الشدة والرخاء
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة يونس: “وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون. هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون” (الآيات 21:23).

توضح هذه الآيات الكريمة: أحوال الناس في حالتي السراء والضراء.. والمعنى: وإذا أذقنا الناس منا رحمة كأن منحناهم الصحة والسعادة والغنى من بعد ضراء أصابتهم في أنفسهم أو فيمن يحبون، ما كان منهم إلا المبادرة إلى الطعن في آياتنا الدالة على قدرتنا، والاستهزاء بها.

وقوله سبحانه: “قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون”. أي: قل يا محمد لهؤلاء الجاحدين الذين يسرعون بالمكر في مقام الشكر إن الله تعالى أسرع مكرا منهم لأنه لا يخفى عليه شيء من مكرهم، ولأن الحفظة من الملائكة يسجلون عليكم أقوالكم وأفعالكم التي تحاسبون عليها في يوم القيامة حسابا عسيرا.

مشهد حي

ثم ساق سبحانه مشهدا حيا يجعل المشاعر تتجه إلى الله وحده بالدعاء فقال تعالى: “هو الذي يسيركم في البر والبحر” أي هو سبحانه الذي يسيركم بقدرته ورحمته في البر والبحر بواسطة ما وهبكم من قدرة على السير، أو ما سخر لكم من دواب وسفن وغيرهما مما تستعملونه في سفركم.

ثم قال تعالى: “حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها...” والريح الطيبة: هي الريح المناسبة لسير السفن والموافقة لاتجاهها.

والمعنى: هو سبحانه وحده الذي ينقلكم من مكان إلى آخر في البر والبحر، حتى إذا كنتم في إحدى مرات تسييركم راكبين في السفن التي سخرها لكم، وجرت هذه السفن بمن فيها بسبب الريح الطيبة إلى المكان الذي تقصدونه، “جاءتها ريح عاصف، وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم...” أي بعد أن جرت السفن بهؤلاء القوم في البحر وهم في فرح وحبور، جاءت إليهم ريح عاصفة، وارتفع إليها الموج من كل مكان واعتقد ركابها الذين كانوا منذ قليل فرحين مبتهجين أنهم قد أحاط بهم الهلاك.

وقوله: “دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين” أي توجهوا إلى الله وحده قائلين: نقسم لك يا ربنا، ويا من لا يعجزك شيء، لئن أنجيتنا من تلك الأهوال التي نحن فيها لنكونن من الشاكرين لك، المطيعين لأمرك، المتبعين لشرعك.

وهنا، وبعد هذا الدعاء العريض، هدأت العاصفة وانخفضت الأمواج، ووصلت السفن إلى شاطئ الأمان فماذا كانت النتيجة؟

البغي في الدنيا

كانت النتيجة كما صورها القرآن الكريم: “فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق” أي: فحين أنجاهم الله تعالى بفضله ورحمته من هذا الكرب العظيم الذي كانوا فيه، إذا هم يسعون في الأرض فسادا ويرتكبون البغي الفاضح الذي لا يخفى قبحه على أحد.

وقوله عز وجل: “يأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون” خطاب منه سبحانه لأولئك البغاة في كل زمان ومكان، قصد به التهديد والوعيد.

أي: يأيها الناس الذين تضرعوا إلينا في ساعات الشدة، وهرولوا إلى البغي بعد زوال تلك الشدة، اعلموا أن بغيكم هذا مرجعه إليكم لا إلى غيركم فأنتم وحدكم الذين تتحملون سوء عاقبته في الدنيا والآخرة، واعلموا أن هذا البغي إنما تتمتعون به متاع الحياة الدنيا التي لا بقاء لها، وإنما هي إلى زوال وفناء، واعلموا كذلك أن مردكم إلينا بعد هذا التمتع الفاني، فنخبركم يوم الدين بكل أعمالكم وسنجازيكم عليها بالجزاء الذي تستحقونه.

منقول

مشكور أخوي الشايف على الموضوع
تسلم يداك
بارك الله فيك
الله يعطيك العافية
جزاك الله خير

» ما معنى قول الله [واتقوا الله ويعلمكم الله]
» أعظم الأعمال أجرا عند الله تعالى والتي تجلب محبة الله للعبد ونصرته له
» عفوآ الهاتف الذي طلبته غير موجود بلخدمة
» لماذا لم يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟
» حكمة أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ورضى الله عنه