أصدرت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة
في قضايا أمن الدولة حكما بإعدام سبعة أشخاص لإدانتهم بالانتماء إلى جماعة
الحوثي والتسبب في سقوط قتلى باشتباكات مع الجيش عام 2008، وهو الحكم
الأول من نوعه منذ أن بدأت أحداث حرب الحوثيين والحكومة في صعدة بشمال
اليمن عام 2004.
وقضت المحكمة بسجن سبعة آخرين مُددا
تتراوح بين اثني عشر وخمسة عشر عامًا بتهمة مناهضة قوات الأمن في منطقة
بني حُشيش التي تبعد 20 كيلومترًا شمال العاصمة صنعاء، في مواجهات جرت في
مايو/أيّار من العام الماضي.
وأفاد مراسل الجزيرة في صنعاء أحمد
الشلفي أن المتهمين الأربعة عشر هم من ضمن عشرات المتهمين المقدمين إلى
المحاكمة في قضية ما بات يعرف بخلية بني حشيش.
وتشمل لائحة الاتهام تشكيل عصابة مسلحة،
والمساس بأمن البلاد وزعزعة الاستقرار، والاعتداء على رجال الأمن واستخدام
وتوزيع الأسلحة والمتفجرات والصواريخ، وجمع المئات من المؤيدين لنفس الغرض.
وقد هتف المدانون عند إعلان الحكم، الذي يتوقع أن يستأنفوه جميعهم، "الموت لأميركا الموت لإسرائيل".
|
أفراد من الجيش اليمني خلال عملية بحث عن الحوثيين في منطقة صعدة (الفرنسية-أرشيف)
|
تصاعد الأزمةوتشكل هذه المحاكمة إحدى الدلائل على
تصاعد حدة الأزمة بين الحوثيين والحكومة، فبعد اتهام الحكومة للحوثيين
باختطاف تسعة أجانب وقتل ثلاثة منهم، صرح محافظ صعدة باستحداث الحوثيين
لمواقع جديدة.
وذكر وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي أن
الحكومة تابعت وتتابع ما تقوم به جماعة الحوثي، التي وصفها بـ"المجموعات
الخارجة على القانون والمتمردة"، من "اعتداءات متواصلة على المواطنين
وممتلكاتهم وعلى المؤسسات العامة".
ويذكر أن المعارك التي اندلعت بشكل متقطع
منذ عام 2004 بين قوات الحكومة والحوثيين تسببت في مصرع مئات الأشخاص
وفرار الآلاف من منازلهم.
ويرى مراقبون أن الحوثيين -وهم من
الطائفة الزيدية الشيعية- يريدون إعادة شكل من أشكال حكم رجال الدين الذي
كان سائدا في البلاد حتى الستينيات، وهم يعارضون تحالف الحكومة مع
الولايات المتحدة ويقولون إنهم يدافعون عن قراهم ضد قمع الحكومة.
وترجع تسمية الحوثيين إلى زعيمهم الراحل
حسين بدر الدين الحوثي الذي قتله الجيش اليمني في سبتمبر/أيلول عام 2004،
ويخلفه الآن في الزعامة شقيقه عبد الملك.
وبحسب مراسل الجزيرة فإن أوساطًا سياسية
ومراقبين يرون أن خيار حرب جديدة بين الحوثيين والحكومة بات مطروحًا، إلا
أن السؤال يدور حول مدى قدرة الدولة على تحمل أعباء مثل تلك الحرب إن
حصلت، وعما سيسفر عنه الدخول في حرب أخرى من قراءات ودلالات باعتبار
الحوثيين خصمًا لا يستهان به.