شيد بأياد يمنية ترجمت الإبداع والتميزجامع الصالح في صنعاء ... معلم إسلامي بارز وفن معماري أصيل يلفت انتباه من يزور العاصمة اليمنية صنعاء صرح إسلامي بارز اعتمد في تشييده على الفنون المعمارية الاسلامية ومزج بين حداثة الحاضر وحضارة الماضي، ذلك هو جامع الصالح الذي تعود فكرة إنشائه إلى العام 1998م حينما كان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يأمل بتوسعة الجامع الكبير بصنعاء القديمة ونظراً لصعوبة القيام بأية أعمال جديدة بالجامع لعدة اعتبارات أولها موقع الجامع في بصنعاء القديمة ووجود مئات المنازل والمحلات التجارية في محيط الجامع والتي تعود لمئات السنين وما تمثله من إرثٍ تاريخي ومعماري يجب الحفاظ عليه ،الأمر الذي حال دون توسعة الجامع.
بعد ذلك تحول اهتمام الرئيس اليمني إلى بناء وتشييد جامع جديد يكون اكبر معلم إسلامي في اليمن يمزج في تصميمه وإنشائه بين عراقة الأصالة وروعة المعاصرة بالإضافة إلى إنشاء كلية خاصة بالقرآن الكريم والعلوم الإسلامية ملحقة بالجامع.فبدأت التوجيهات ببنائه في عام 1999م وأكد الرئيس ضرورة أن يحمل هذا المشروع الطابع المحلي للعمارة اليمنية .
ويشمل الجامع الان كلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الاسلامية ومكتبة الصالح وقناة الايمان.
ويتوسط الجامع ميدان السبعين في قلب العاصمة صنعاء واعتمد في بنائه على الايدي اليمنية تحت إشراف خبراء ومهندسين وفنيين يمنيين وعرب وبمواد وموارد محلية.
وتبلغ المساحة الاجمالية لمشروع الجامع 224.9م2 شاملة مرافقه وملحقاته ، ويتسع ل45 الف مصل وزين بست منارات شاهقة منهن أربع بارتفاع 100 متر و 2 بارتفاع 80 ، وتعتبر من أرفع المنارات في الشرق الأوسط ، وثلاث وعشرون قبة ويضم الجامع عددا من المرافق الخدمية والمسطحات الخضراء، واستمر بناؤه قرابة ثماني سنوات من 2001 الى 2008م ، وروعي في تصميمه اتباع أدق المواصفات للتطور المعماري والتراث الاسلامي والتجهيزات الفنية والتقنيات الحديثة للخروج بهذا الصرح الديني والمعلم التاريخي البارز.
ومن الداخل يبهر الجامع من يدخله بنقوشه الاسلامية والآيات القرآنية المكتوبة بخط الثلث على جدرانه وفوق مداخله وأبوابه ال15 الموزعة على ثلاثة مداخل (شرقية وجنوبية وغربية)، ويبلغ ارتفاع الأبواب 5،6 أمتار وعرضها 40 ،3 أمتار، ويرتفع سقفه على 112 عمودا تزينه تيجان وأقواس مفصصة وثريات وقباب صنعت بمواصفات خاصة من النحاس والكريستال في جمهورية التشيك، كما يغطي أرضيته الرخامية سجاد أزرق من الصوف النيوزلندي عالي الجودة صنع في تركيا، وتتدلى من قبته الرئيسية ثريا من الكريستال الخاص تزن 4.5 أطنان تقريبا وتحتوي 81 فانوسا ذهبيا وحفر على كل منها اسم من أسماء الله الحسنى . ويبلغ عدد السور القرآنية المكتوبة كاملة في الجامع نحو 8 أسوار ، وعدد الآيات المكتوبة والمنحوتة على جدران الجامع نحو 730 آية، إضافة الى أن جميع الخطوط والنقشات الإسلامية والآيات القرآنية تمت أغلبها بخط الثلث على يد الخطاط اليمني المجاز عالمياً ناصر عبد الوهاب النصاري. كما زينت سقوفه بخشب السنديان الابيض المنقوش وبعض أعمدته بطبقة ذهبية لماعة وأحزمة نحاسية. وكسيت الأقواس الخرسانية وواجهاته الداخلية بزخارف وفصوص جبسية على النمط الاسلامي.
وزين محراب الجامع بالنقوش المتنوعة والآيات القرآنية المزخرفة بورق الذهب.وللجامع 30 نافذة صنعت من خشب التيك البورمي الصلب واستخدم فيها زجاج خاص .
وتبلغ مواضئ الجامع 102 حماماً منها ماهو مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد حنفيات الوضوء 194 حنفية، وهناك 108 حمامات في الأصواح الخارجية و130 حنفية وضوء على الجانبين.
واكتمل بناء المشروع في 15 اغسطس 2008م ، وقام الرئيس اليمني في 5 سبتمبر 2008 الموافق 5 رمضان 1429ه بأداء صلاة أول جمعة فيه مع عدد من المشائخ والعلماء والمسؤولين.