الموقع الجغرافي
يقع مثلث برمودا غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية
فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتحديد أكثر هذه المنطقة تأخذ شكل مثلث يمتد من
خليج المكسيكغرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم برمودا ( مجموعة من الجزر 300 جزيرة
صغيرة مأهولة بالسكان 65.000 نسمة) ثم من خليج المكسيك وجزر
باهاما .
صورة لمثلث برموداالبحث عن الحقيقةالمشكلة التي لم يحاول الكثير التطرق لها هي كون ذلك اللغز دعاية أكثر
منه حقيقة. اقترحت عدّة كتب بأن الاختفاء كان بسبب، جنس فضائي ذكي متقدم
تقنيا يعيش في
الفضاء أو تحت
البحر، وطبعا كان ذلك بهدف بيع الكتب، حيث كان البيع يزداد مع ازدياد غرابة طرح القصة أو التعليل. في
1975 قام
لاري كوشيه، عامل مكتبة في
جامعة ولاية آريزونا،بالتحرّي حول هذه الإدّعاءات الموجودة في المقالات والكتب. وما وجده تم
نشره في كتاب مثلث برمودا- تم حل اللغز (Bermuda Triangle
Mystery-Solved). وقام لاري بالبحث و التنقيب بعناية في السجلات التي
أهملها الآخرون. ووجد أن معظم الحوادث التي وصفت بأنها غريبة لم تكن
غريبة. في أغلب الأحيان، وكان المؤلفون يذكرون ان سفينة أَو طائرة اختفت
فيما كان البحر هادئ بصورة غير طبيعية، بينما كانت سجلات خفر السواحل تشير
إلى عواصف عاتية كانت تضرب منطقة الحادثة. أو عندما يذكر البعض أن السفن
اختفت بصورة غامضة ولم تظهر، بينما في الحقيقة وجدت بقايا تلك السفن وتم
التعرف على سبب الغرق.
التقرير الأكثر أهمية هو تقرير إحصائيات شركة
لويدز لندنLloyd's of London لسجلات الحوادث و الذي نشر من قبل محرّر المصير Fate في
1975؛ حيث ظهر بأنّ المثلث كان لا يمثل قسما خطرا من المحيط بصورة أكبر من
أيّ قسم آخر. سجلات
خفر السواحل الأمريكيةأكّدت هذا التقرير ومنذ ذلك الوقت لم يظهر أي دليل جديد يدحض تلك
الإحصائيات. و اختفى لغز مثلث برمودا، بالطّريقة نفسها التي اختفى بها
العديد من ضحاياه المفترضين. طبعا لم تختفي من الكتب أو أفلام
هوليود التي وجدت به مصدرا للمزيد من الدخل.
بالرغم من أنّ مثلث برمودا لا يمثل لغزا حقيقياً، فإن هذه المنطقة من
البحر كان لها نصيبها بالتأكيد من المأسي البحرية التي خلدتها
الكتب. و ربما أفضل مأساة كانت قصّة
الرحلة 19.
الرحلة 19بدأ العالم يأخذ أسطورة مثلث برمودا بجدّية في
5 ديسمبر 1945، بعد حادثة الإختفاء المشهورة لمجموعة الطائرات
الرحلة 19. القصة حسب ما يرويها
فلم مثلث برمودا (
1979)The Bermuda Triangle (1979)، لمخرجه
ريتشارد فريدنبيرغ Richard Friedenberg، أن خمسة
قاذفات قنابلللبحرية الأمريكية اختفت بشكل غامض بينما كانت هذه الطائرات في مهمّة
تدريبية روتينية، كما إختفت طائرة إنقاذ أرسلت للبحث عنهم و لم ترجع أبدا،
بإجمالي ستّة طائرات و27 رجل، ذهبوا دون أي أثر.
عند عرض الحقائق كاملة تصبح القصة غير مجدية من ناحية سنمائية، و تصبح حكاية الرحلة 19 أقلّ إثارة بكثير.
جميع أفراد طاقم القاذفات الخمسة كانوا متدربين عديمو الخبرة، باستثناء شخص واحد هو قائد السرب،
الملازم أوّل تشارلز تايلور Charles Taylor. تايلور لم يكن في قمة أداءه ذلك اليوم، حيث تشير التقارير بأنّه كان يعاني من
الصداع بسبب الكحول ولم يستطع أن يجد شخصا ليحل مكانه في رحلة التدريب.
كأنت أربعة طائرات تتبع
طائرة تايلور الخامسة حيث أنه الوحيد المحترف بينهم. والجميع يتبع تعليماته بحرفية ويعتمدوا على توجيهه، بعد فترة من الطيران تعطلت
بوصلة تايلور. لكنه قرر الاستمرار بالطيران اعتمادا على معالم بعض الجزر في الأسفل، لكونه خبيرا بتضاريس جزر
فلوريداحيث كان يعيش، وكان يشعر بالثقة بالأعتماد على البصر في الطيران. لكن
الرؤية أصبحت معدومة بسرعة بسبب دخولهم في مجال عاصفة، وبدأت تظهر عليه
ملامح الحيرة حسب ما أفاد برج مراقبة
قاعدة فورت لوديردايل الجوية.
الرحلة 19 بقيت على اتصال بقاعدة فورت لوديردايل على الموجة
الأعتيادية، وبالرغم من أن الطقس السيء والإرسال المتقطع جعل التواصل صعب
جدا. إلا أن تايلور رفض الانتقال إلى موجة الطوارئ، و التي لا تعاني من
ضغط الاستعمال من قطاعات سلاح البحرية، إذ أنه خشي أن لا يستطيعوا إعادة
استقبال الإشارة على تلك الموجة.
انتهى تايلور بالإعتقاد بأنّهم كانوا يحلقون فوق
خليج المكسيك، وأمر الدورية بالاتجاه شرقا بحثاً عن اليابسة. لكن الذي حصل أنهم كانوا على أطراف
الأطلسي، أخذ تايلور يقود طلابه بشكل خاطئ إلى المحيط. تشير تسجيلات
الراديو بأن بعض المتدربين أخبروا تايلور بأن
فلوريدا تقع غرباً، و انهم في المحيط وليسوا في
خليج المكسيك وعليه يتوجب عليهم الاتجاه إلى
الغرب و ليس إلى
الشرق، إلا أنه رفض رأيهم.
تم إرسال مجموعة استكشاف، التي تضمّنت
الطائرة البحرية مارتن (Martin Mariner)، وهي
الطائرةالسادسة التي لم تعد فعلا، و لكن ليس بسبب مثلث برمودا. فالطائرة أنفجرت
في الجو بعد 23 ثانية من الإقلاع، حيث شوهد الانفجار في القاعدة. ولم يكن
هذا الانفجار استثنائيا؛ إذ كان هذا الصنف من الطائرات يعاني من عيوب في
خزان الوقود.
بقي موقع تحطم الرحلة 19 لغزا حتى العام
1991. أثناء شهر
مايو1991 وجدت شركة إنقاذ تبحث عن سفن شراعية إسبانية بقايا خمس قاذفات قنابل
زرقاء داكنة يعتقد بأنها طائرات الرحلة 19. أحد الطائرات المكتشفة كانت
تحمل الرقم 28 على جانبها، و هو نفس رقم طائرة تايلور. غير أن شركة
الإنقاذ تراجعت لاحقاً عن الاكتشاف وأعلنت بأن الحطام ليس للرحلة رقم 19،
و أنما لطائرات تدريب أخرى. لم تظهر السجلات الرسمية تحطم خمس طائرات من
نفس النوع في نفس المنطقة، يدعي البعض أن الحكومة الأمريكية أجبرت الشركة
على التعتيم على الاكتشاف.
التقرير الرسمي لام تايلور، ولكن تم تعديله لمراعاة شعور والدته، حسب
البحرية الأمريكية، إلى سبب غير معروف. ويعتقد الكثير أن هذا التحويل في
المسمى هو ما أثار وغذى قصة مثلث برمودا.