جدل اللَّحظة ؟؟

جدل اللَّحظة

يدور
جدلٌ ساحته الصُّحف، حول «محكمة الصحافة»، فالجهات الرسمية
تعتبره «مُنجزاً تاريخياً»، والصحفيون يعتبرون الأمر
«زيادةً في التضييق على الصحافة»، و«المحكمة
خاصَّة» و«المحكمة استثنائية»، والقارئ والمُتابع
والمُهتمُّ حائرٌ بين الطرفين، على أنَّ ناشطي «حُقوق»
الإنسان أو حكوكه، أقولها - للأسف الشديد - ليس لأنَّني صحفيٌّ حُكوميٌّ
مثل رقم السيَّارات أبو لون أخضر!! بل لأنَّني أحد المعنيين بالأمر،
وأُريدُ أن أفهم ما يدور، وكُنتُ قد كتبتُ عموداً حول الأمر، لكنَّني
آثرتُ الانتظار لأتبيَّن الخيط الأبيض من الأسود، ولم أَرَ إلى اللَّحظة
لا أبيض ولا أسود، فالكُلُّ يصرخ، ووسط هذه المعمعة لا يستطيع المرء أن
يُشكِّل رأياً ولا قناعة!! وناشطو «حُقوق» الإنسان يندفعون
مُعظم الوقت إلى وسط «الكريف»، يُحاولون السباحة، فتجد بعضهم
يُجيدها فَيَصِلَ إلى الحافة وينصرف، وَمَنْ لا يُجيد السباحة، إمَّا أن
ينتظر من المُشاهدين إنقاذه، أو ... لكم أن تتخيَّلوا النهاية التي لا
نُريدها، بل نُريد للجميع أن يُجيد السباحة.
الآن مرَّةً أُخرى نقول
إنَّ المحاكم، وبالذات العسكرية والخاصَّة، تأتي في الظُّروف الاستثنائية
والخاصَّة، ونحنُ لا نعيش في ظلِّ حالة طوارئ، رُبَّما الجهات الرسمية
لدينا لا تُجيد توقيت إصدار قراراتها وأوامرها ونواهيها!!
كُنتُ
أتمنَّى من أيَّة صحيفةٍ أن تنزل علينا بتحقيقٍ يلتقي كُلّ الأطراف،
يُناقش الجميع ويدلون برأيهم ويقولون لنا : هل المحكمة في صالح المهنة أم
لا؟ هل من صالحها أن تظلَّ يُحاكم أصحابها أمام المحاكم القائمة وبقانون
العُقوبات الجنائية، أم أنَّ من الأفضل أن تكون هُناك محكمةٌ قاضيها يُدرك
المهنة وأسرارها، ونيابة صحافةٍ يُفرِّق مُحقِّقوها بين الخبر والرأي؟
للأسف،
لم يحصل هذا، بل بيانٌ من هُنا، بيانٌ من هُناك، وفي الأخير ستُوجد
المحكمة وسيظهر الطرفان وكأنَّهما مُتخاصمان نتيجة حساسية البيانات
والبيانات المُضادَّة، سيقول قائلٌ : ولماذا لم تفعل صحيفتكم ما طلبته من
الآخرين؟ أقولُ : نحنُ جُزءٌ من هذا الصُّراخ الذي يُنسيكَ واجبك، يشغلكَ
عن الأهمّ والمُهمّ إلى الانشغال بالمُماحكات ونتائجها، بالمُختصر، نحنُ
جُزءٌ ممَّن يُطلقون علينا : «يمن حُكومي»، والمهنة مهنة، لا
علاقة لها بحُكومي ولا بخُصوصي، العلاقة الوحيدة بالكلمة التي هي كالطين،
كيف تُطوِّعها؟ كيف تُشكِّلها؟ كيف تُلوِّنها؟
الآن، الخيط الرفيع هُو
السُّؤال : هل يُحاكم الصحفي إذا أخطأ أم لا؟ هل من حقّ أيّ إنسانٍ أو
جهةٍ أن يرفعا علينا دعوةً أمام القضاء أم لا؟
أقولُ : إذا كان للقانون
أن يقف في وجه الصحفي ولا أحد غيره، فمن حقِّنا أن يُحقَّق معنا ونُحاكم
أمام قضاءٍ يُحاكمنا بقانون الصحافة، أمَّا أن يأتي أيّ زميلٍ أو ناشطٍ
ويقول أنْ لا سُلطان على الصحفي، فاسمحوا لي القول إنَّ الصحفي ليس على
رأسه ريشة، نحنُ نقول بحماية حقّ الصحفي وألاَّ يُحاكم إلاَّ متى ما أخطأ
في حقّ الآخرين، أمَّا العُموميات، فليس من حقّ أحدٍ أن يبحث عن الأعذار
لضرب الصحفي، نقولها : لا، وبالمليان، لكنَّنا مع حماية حُقوق الطرفين، مع
حماية الصحفي، مع حقِّه في الحُصول على المعلومة، مع حقِّه في ألاَّ يكشف
مصدرها، مع أن يُمارس مهنته بأمانٍ ولا يكون لحُرِّيَّته سقفٌ سوى القانون.
من
حقِّي القول إنَّنا نُريد قضاءً ليس خاصَّاً ولا استثنائياً، بل
مُختصَّاً، وفي هذا أتمنَّى أن يُنوِّرنا القانونيون فيما نختلف حوله
الآن، وأتمنَّى أن نعقد الندوات والورش وندعو إليها وزير العدل - لِمَ لا
- نسأله ونسمع منه، ويسألنا ويسمع مِنَّا، فلسنا أعداءً ولا أطرافاً،
كُلٌّ يتمترس في موقعه، ولاحظوا أنَّنا إذا لم نمشِ في هذا الطريق، فستأتي
المحكمة بحُكم سُلطة الدولة، وفي هذه الحال سنخسر، ولن نُحقِّق أيّ مكسب،
وحتَّى في حالة إلغاء قرار مجلس القضاء الأعلى يجب أن نكون مُدركين لماذا
أُلغي.
الحالة الآن كالتالي : فقد ذهبتُ مع الزُّملاء إلى نيابة
الصحافة - مع احترامها - ووجدتُ مُحقِّقين لا يُفرِّقون بين الرأي والخبر،
وليس ذلك مُعيباً بحقِّهم، فالعدل والقضاء الأعلى هُما مَنْ يجب أن
يُؤهَّلاهم ويختارا القاضي المُدرك لأسرار المهنة، وبانتظار ما سيأتي به
الغد، يظلُّ السُّؤال : هل يُحاكم الصحفي أم لا؟ أنا أُريدُ أن أفهم،
أمَّا أن نظلُّ نتنابز بالاتِّهامات، فلن نُقدِّم نُموذجاً للمُجتمع
بأنَّنا مُتفرِّدون بمهنتنا، ولا بأنَّ مهنتنا أسمى من الصُّراخ، ومن حقّ
المُجتمع أن يُحمى مِنَّا حين نُخطئ في حقِّه كمجموعٍ أو كأفراد، ومن
حقِّنا أن لا نُحاكم بمُوجب قانون العُقوبات الذي يُحاكم به قُطَّاع
الطُّرق.

المصدر صحيفة الثوره

مشكور اخي الارحبي على هذا الموضوع المميز

تسلم يا دكتور

على الموضوع الممتاز

تقبل مروري

مشكور أخوي الارحبي على الموضوع الرائع
تسلم يداك
بارك الله فيك
الله يعطيك العافية
جزاك الله خير

مشكور أخوي الارحبي على طرح الموضوع المميز

سلمت يمنآآآآآآك والله يعطيك العافية

لاعدمنااااااااك أخوي

مشكور اخي الارحبي
على هذ الموضوع الاعلامي الرائع
والمعبر عن جدل اللحظه والخبر في الاعلام العربي

مشكور الارحبي على الموضوع الرائع
تسلم يداك
بارك الله فيك
الله يعطيك العافية
جزاك الله خير