حديث النفــس

بسم الله الرحمن الرحيم

احتار الانسان مع نفسه ونوازعها,ومع القلب وهوى القلب,فالنفس دائما وابدا امارة بالسوء,وبينها وبين الانسان"خصام"لاوفاق

ولاالتئام,انما جهاد وايما جهاد, والقلب الذي ماهو الا مضغة هو في الحقيقة كتلة من المشاعر والاهواء, وصديق النفس

البشرية احيانا وند العقل في احايين كثيرة..

قد نسعى جميعنا الى الخير,وتسبقنا اليه عقولنا لكن القلب قد يابى وتشاطره النفس ذلك ويتازم الموقف بين النزعات والرغبات

اكثر عندما يغيب العقل ولايعمل عمله كآلة جبارة للتفكير,فالوقوع في براثن الخطايا له اسباب ودوافع فالبعض يخطئ ثم يندم

لان نفسه"لوامة"ولان قلبه حي يشعر بدناءة فعلته ويتبع ذلككله ان يلعب العقل دوره فيقود صاحبه الى فعل الصوابو وماان

يدخل جنة"الاستقامة"تعود النفس بصحبة الشيطان ضيفها الدائم ورفيق دربها الذي يكرهه بنو البشر لكنهم لايعصونه,تعود هذه

النفس اتغري ذلك الادمي المغبون كي يقرب شجرة "الانتكاسة"وبينما هو كذلك حتى ياكل منهاويتعرى من الخير

فلايجدمايواري به سؤته سوى الاستمرار فيما هو عليه...

انه لمن المحزن ان ترى احدهم يخرج من سراديب الظلام والفساد الى دوحة من النور والصلاح ثم يعود الى سابق عهده بل

واشد,فينتابك شعور بالحسرة وربما تضرب كفا بكف مستاءاوعندما تساله عماحدث سيقول الشيطان خدعني ورفقاء السوء

هم"ساس البلاء"وهم كذاوكذا لكنه نسي اوتناسى انه في الاساس جزء مما نسميه توهما"رفقاء السوء"فالكل يحذر منهم ويتهمهم

حتى اشهر المجرمين يقولون ان رفقاء السوء هم السبب فيما وصلوا اليه لكن مجمل الموضوع ماهو الا ضعف يصيب القلب

ويلم بالعقل فيتبعه فتور يختلج النفس فيعود ذلك الانسان الى ماكان عليه من تجاوزات.

يقول الله سبحانه وتعالى(ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)صدق الله العظيم

وعندما يخالف الانسان نفسه ويكبت جماحها ويفكر بعقله بشكل سليم ويطهر قلبه من دنس الدنيا فانه لن يطاله كيد الشيطان

مهما حدث وستبقى العودة الى الماضي التعيس مستحيلا.