ابو شهد المراقب العــــام
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 1681 تاريخ الميلاد : 23/08/1978 العمر : 46 الموقع : مكه المكرمه المزاج : متفائل دائما محـل الإقـامـه : مكه المكرمه نقاط : 2655 تاريخ التسجيل : 21/04/2009
| موضوع: قمة المحبة والوفاء والعفو الأربعاء أبريل 22, 2009 8:44 am | |
| قمة المحبة والوفاء والعفو
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)
جيل لن يتكرر
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر: ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال: أقتلت أباهم ؟قال: نعم قتلته
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص .... الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا
يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لايحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنكسوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنهوقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمررأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال: الله المستعان يا أمير
المؤمنين ...
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودعأطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذروجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أرادلكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمونمعه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجللصدقك ووفائك ... وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....
قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!.
وجزى الله خيرا للذين نقلوا لنا هذا البريد
وجزى الله خيرا للذين ينقلونه للآخرين
| |
|
السورقي مديـر إدارة المنتـدى
الاوســمه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 3225 تاريخ الميلاد : 05/10/1965 العمر : 59 المزاج : رسالي الفكر محـل الإقـامـه : المملكه المتحده نقاط : 3756 تاريخ التسجيل : 19/01/2009
| موضوع: رد: قمة المحبة والوفاء والعفو الأربعاء أبريل 22, 2009 11:14 am | |
| انت رائع ومبدع اخي القدير ابو شهد موضوع مميز بما يحمل من معاني ودلالات انسانيه تسلم اليها الرمز
| |
|
صعْبة منال ونَرْجِسِيّة مـراقبة عـــامه
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 4783 تاريخ الميلاد : 15/09/1973 العمر : 51 الموقع : {مــكة المكـــــرمة} العمل/الترفيه : {الجلوس على النت} المزاج : {فنجآن قهوة تركي} محـل الإقـامـه : {في قلب تآج رآسي} نقاط : 5650 تاريخ التسجيل : 15/02/2009
| موضوع: رد: قمة المحبة والوفاء والعفو الخميس أبريل 23, 2009 12:06 am | |
| مشكورأخي أبو شهد على هذا الموضوع الأكثر من مميزوراااااااااائع ويعطيك العافية يارب فعلاً يحمل دلالات إ نسانية بما تحملة من معنى فأ إين نحن من هؤلاء الصحبه أين نحن من صدق كلمتهم أين نحن من وفائهم أين نحن من أمانتهم تسلم يمينك أخي أبوشهد بما سطرته لنا من جواهر الكلمات وجزا الله خيرا للذين نقلوا لنا هذا البريد آآآآآآآآآمين يارب وجزا الله خيرا للذين ينقلونه للآخرين آآآآآآآآآآمين يارب
| |
|
ياسين الزبيدي المديـر العـام
الاوســمه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 1069 تاريخ الميلاد : 22/05/1990 العمر : 34 الموقع : https://sbrh.ahlamontada.net/ العمل/الترفيه : الإنترنت المزاج : مرح محـل الإقـامـه : اليمن - إب نقاط : 1242 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: رد: قمة المحبة والوفاء والعفو الخميس أبريل 23, 2009 3:31 am | |
| ماروعها من قصة مؤثرة
جزاك الله الف خير اخي ابو شهد على الموضوع الرائع | |
|
ابو شهد المراقب العــــام
الاوســمه : الاوسمــه : الاوسمــه : عدد الرسائل : 1681 تاريخ الميلاد : 23/08/1978 العمر : 46 الموقع : مكه المكرمه المزاج : متفائل دائما محـل الإقـامـه : مكه المكرمه نقاط : 2655 تاريخ التسجيل : 21/04/2009
| موضوع: رد: قمة المحبة والوفاء والعفو الخميس أبريل 23, 2009 8:40 am | |
| الاستاذ القدير علي السورقي الاخت الفاضله النسمه العابره الخ العزيز ياسين الزبيدي جزاكم الله خير الجزاء على مروركم الكريم بارك الله فيكم
| |
|