اتهم وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي الإعلام الخارجي بإثارة فكرة تقسيم اليمن.
وقال
القربي خلال ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره
في باريس، حول "هل هناك من يخطط لإعادة تقسيم اليمن، وما هو الهدف"، جرت
العادة لدى المحللين السياسيين ومراكز الدراسات في الخارج أن تثير الكثير
من التحاليل بأن مخططات كثيرة تريد تقسيم خارطة الوطن العربي، وتساءل "
لكن هل هذه المخططات تنجح و هل يعني أنها تنفذ إمام الصمود الشعبي أولا؟!.
وأضاف"إن الوحدة اليمنية قوية وإرادة الشعب هي التي تقرر مصير اليمن ولا أتصور إطلاقا أن ينجح أي مخطط لتقسيم اليمن".
وضمن
سياق الندوة طالب الرئيس اليمني الأسبق، على ناصر محمد، دول الخليج التدخل
باتجاه حل القضية الجنوبية باعتبارها جوهر الأزمة اليمنية وذلك بالحوار
الجاد والمسؤول والشامل، الذي اشترط فيه، ألا يستثني طرفاً ولا يستبعد
مفردة من مفردات الأزمة اليمنية.
وقال
ناصر ، قال: من يريد تقسيم اليمن هو من يكرس هذا الواقع المأزوم ويهرب
بالأزمة وبكل متعلقاتها واستحقاقاتها إلى الأمام، ولاتهمه الدعوات
والمبادرات الوطنية التي تطلق من مختلف شرائح الطيف السياسي ولا يكترث إلى
التحذيرات المحلية والإقليمية والدولية والتي تعرب عن مخاوفها بكل وضوح
وصراحة".
وأضاف
"من المؤسف أن التلويح بتقسيم اليمن وبتحوله إلى دويلات يتقاتل فيها الناس
من شارع إلى شارع ومن طاقة إلى طاقة قد جاء من أعلى سلطة في البلاد متمثلة
برئيس الجمهورية، وربما هذا ما جعل الباب موارباً لطرح مسألة تقسيم اليمن
بهذه الطريقة وبهذه الكثافة وإن كانت بعض النخب الوطنية من السياسيين
والأكاديميين والمحللين قد حذروا كثيراً من هذه المسألة، ولكن هذه
التحذيرات كان الهدف منها هو لفت انتباه صانع القرار إلى خطورة ما يجري من
ممارسات وخطورة مآلاتها المستقبلية وليس لإعادة تدوير التحذير ليتم إطلاقه
من رأس الهرم لغايات ومآرب لا علاقة لها بكنه الأزمة اليمنية ولا تحاكي
المبادرات الوطنية للخروج من مأزقها".
ويؤكد
رئيس اليمن الأسبق بأن الأزمة اليمنية الراهنة تقتضي أن تبذل جهوداً على
مستوى الإقليم وخاصة دول الجوار ودول الخليج بصفة أساسية في سبيل الضغط
الفعال باتجاه حل القضية الجنوبية باعتبارها جوهر الأزمة اليمنية وتجنب
التقسيم والصوملة، مضيفاً " فلا أحد إقليمياً ودولياً ممن ستتضرر مصالحهم
بسب الوضع الراهن الذي يسير بالبلاد نحو المجهول سيقف عاجزاً عندما يدق
ناقوس الخطر واليمن جزء لا يتجزأ من محيطه بل جزء مهم واستراتيجي، فالجميع
ينظر إلى ما يدور إليه بكثير من القلق والريبة" – حد تعبيره.
وقال
ناصر إن القضية الجنوبية ترتبط في جوهرها بموضوع الوحدة التي قال بأنها
تمر بكل أسف بأسوأ مرحلة من مراحلها نتيجة للظلم والمعانات التي حلت عليهم
بعد حرب عام 1994م وما لحقها من إقصاء وتهميش وملاحقات واعتقالات وقتل
المواطنين الأبرياء في المظاهرات السلمية إضافة إلى نهب الأراضي، مذكرا في
السياق ذاته بوثيقة العهد والاتفاق التي قال بأنها
كانت تحمل مشروعاً وطنياً لبناء الدولة اليمنية ولكنها لم تجد طريقها إلى
التنفيذ ونسفت بجنازير الدبابات قبل أن يجف حبرها، كما ألحقت بالغ الضرر
بالوحدة الوطنية، وبعد الحرب مباشرة – يضيف ناصر - طالبنا
الرئيس علي عبد الله صالح بالحوار العاجل مع الطرف الآخر، وأكدنا أن الحسم
العسكري لا يعنى حسما سياسياً كما أكدته قرارات الشرعية الدولية، ما لم
يتم ذلك فان الأزمة ستستمر وستعبر عن نفسها يوماً ما بطرق شتى وهذا ما
حذرنا منه ونشاهده اليوم".
من
جهته حذر حيدر أبو بكر العطاس خلال الندوة ذاتها من واقع مرير قادم سيواجه
اليمن في حالة استمر العنف ضد المواطنين والإحتجاجات السلمية في الجنوب.
وقال
"سوف تكون الأيام المقبلة حبلى بواقع جنوبي مرير، فإراقة الدماء وتشريد
الناس من ديارهم ومطاردتهم واعتقالهم أعمال منافية للقانون".