كفر وايمان للشاعر الزبيري

كفرت بعزمتي الصامدة وقدسية الغضبة الحاقدة
وأنات قلبي تحت الخطوب وأحلامه الحية الصاعدة
وبالشهداء وأرواحهم تراقبني من علٍ شاهدة
إذا أنا أيدت حكم الطغاة وهادنتهم لحظة واحدة

هي الشاة تتبع جزارها وتنسى ببرسيمه ثارها
تباع وتشرى من الذابحين وتجهل في البيع أسعارها
يجرجرها الحبل في عنقها الذليل فتحسبه غارها
ترى مدية الذبح مصقولة تضيء فتُكبر أنوارها

هي الشاة لكنني الآدمي أُكبرُ نفسي عن السائمة
تمرد قلبي عن الظالمين ودنياهم الفظة الغاشمة
وعشت مع الشعب في خطبه المرير وآلامه الحاطمة
أُتير كوامن أعماقه وأوقظ عزته النائمة
وأغزو دياجير أغواره فأُشعلها بالرؤى الحالمة

كفرت بعهد الطغاة البغاة وما زخرفوه وما زينوه
وأكبرت نفسي عن أن أكون عبدا لطاغية توجوه
أأجثو على ركبتي خاشعا لجثة طاغية حنطوه؟
أألعقه خنجرا قاتلا لشعبي وأُكثر فيه الولوه؟

وآمنت بالشعب حتى وقد رآه الورى جثة هامدة
تداعى حواليه أعداوءه ليقتسموه على المائدة

وآمنت بالشعب يوم جثا أمام الطغاة على ركبتيه
ويوم انبرى في ذهول الهوان يرمي مكاسبه من يديه
ويوم مددنا شعاع الصباح له فانزوى وجمى مقلتيه
ويوم عصرنا رقاب الطغاة وسقناهموا كالجواري إليه
فأطلقهم من هوان الإسار ذئابا عليه صِلالاٌ عليه

هو الشعب حقٌ مشيئاته صوابٌ ورشد خطيآته
له نبضنا وأحاسيسنا فما نحن إلا نباتاته
يحطم بالموت زهر الحياة منا لتصلب شوكاته
ويقصف عمر الحمام الوديع لتحيا وتكبر حياته
ولكنه في المجال البعيد تعلو على الظلم راياته

وكم جاهل لحقوق الوطن يريد على كل خطو ثمن
فإن لم يحقق هواه النضال ثار على شعبه واضطغن
وراح يلوث طهر الكفاح ويبدي العيوب ويذكي الفتن
يبشره بانتهاء الكفاح ووضع السلاح وموت اليمن